ذكر الصلاة عند حدوث الآيات سوى الكسوف من الزلازل وغير ذلك
اختلف أهل العلم في الصلاة عند حدوث الآيات غير الكسوف؛ فقالت طائفة: يصلي؛ استدلالا بأن النبي عليه السلام لما قال: فكذلك الزلزلة، والهاد، وما أشبه ذلك من آيات الله، [ ص: 329 ] يصلي [عندها] كما يصلي عند الكسوف؛ إذ كلها آيات، مع ما في هذا الباب عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، روينا عن "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، وأنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس، فإذا رابكم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم"، أنه صلى في الزلزلة ابن عباس بالبصرة، فأطال القنوت، ثم ركع ثم رفع رأسه فأطال القنوت، ثم ركع، ثم رفع رأسه فأطال القنوت، ثم ركع ثم سجد، ثم صلى الثانية كذلك، فصارت صلاته ثلاث ركعات وأربع سجدات، وقال: هكذا صلاة الآيات.
وروينا عنه أنه قرأ فيهما بالبقرة، وآل عمران. وقال : إذا سمعتم [هادا] من السماء فافزعوا إلى الصلاة. عبد الله بن مسعود
2894 - حدثنا عن إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، قتادة عن وعاصم الأحول، عبد الله بن الحارث، عن أنه صلى في الزلزلة ابن عباس، بالبصرة، فأطال القنوت ثم ركع، ثم رفع رأسه فأطال القنوت ثم ركع، ثم رفع رأسه فأطال القنوت، ثم ركع، ثم سجد، ثم صلى الثانية كذلك، فصارت صلاته ثلاث ركعات وأربع سجدات، وقال: هكذا صلاة الآيات. [ ص: 330 ]
2895 - حدثنا محمد بن علي، قال: ثنا سعيد، قال: ثنا مروان، قال: ثنا عن عاصم الأحول، عبد الله بن الحارث قال: لا أدري هل وجدتم ما وجدت؟ قالوا: نعم، قد وجدنا، فانطلق من الغد، فصلى بهم ابن عباس: فكبر وقرأ وركع، ثم رفع رأسه فقرأ ثم ركع، ثم رفع رأسه فقرأ ثم ركع، ثم سجد، ثم قام فقرأ ثم ركع، ثم رفع رأسه فقرأ، ثم ركع وسجد، فكانت صلاته ست ركعات في أربع سجدات. زلزلت الأرض ليلا فقال
2896 - حدثنا قال: ثنا علي بن عبد العزيز، حجاج، قال: ثنا حماد، عن قال: أخبرني قتادة عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير، أنه قرأ فيها بالبقرة وآل عمران. ابن عباس
2897 - حدثنا قال: ثنا علي بن الحسن، عبد الله، عن سفيان، عن حبيب بن حسان، عن عن الشعبي، علقمة، عن قال: عبد الله بن مسعود [ ص: 331 ] إذا سمعتم [هادا] من السماء فافزعوا إلى الصلاة.
2898 - حدثنا قال: ثنا الربيع بن سليمان، قال: أخبرني ابن وهب أسامة، عن نافع قال: حدثتني صفية بنت أبي عبيد امرأة عبد الله بن عمر، عمر على المنبر فخطب الناس، فقال: قد أحدثتم، لقد عجلتم. وسمعت من يقول أنه قال: لئن عادت لأخرجن من بين أظهركم. أن الأرض زلزلت في عهد عمر، فقام
2899 - حدثنا عن إسحاق، عن عبد الرزاق، عن الثوري، خالد الحذاء عن وعاصم الأحول، عبد الله بن الحارث، عن أنه صلى في الزلزلة ابن عباس، بالبصرة. فاتفقا على أنه ركع في ركعتين ست ركعات؛ ثلاث في كل ركعة. [واختلفا]؛ فقال عاصم: قرأ بنا بين كل ركعتين، وقال خالد: قرأ في الأولى من كل ركعة منهما ثم دعا بعد.
وممن رأى الصلاة عند الزلزلة أحمد بن حنبل، وقال وإسحاق بن راهويه. أحمد: يصلى عند الزلزلة جماعة ثمان ركعات في أربع [ ص: 332 ] سجدات، كالصلاة في الكسوف. وقال كسوف الشمس والقمر من الآيات، فكل آية يخاف عندها صلوا حتى يكشفها الله. أبو ثور:
وفيه قول ثان وهو أن لا يصلى في زلزلة، ولا ظلمة، ولا لصواعق، ولا ريح، ولا غير ذلك، إلا أن يصلوا منفردين. وهذا قول . وأنكر الشافعي الصلاة عند الزلزلة وقال: ما أسرع الناس إلى البدع. مالك
وقال أصحاب الرأي في الصلاة في غير كسوف الشمس، في الظلمة تكون، أو في الريح الشديدة: الصلاة في ذلك حسنة.
وهذا ما كان يقول: لا تقولوا: كسفت الشمس، ولكن قولوا: خسفت الشمس. عروة بن الزبير
قال موجود في الأخبار ذكر "الخسوف" و "الكسوف"، وليس بمحظور أن يقال: خسفت وكسفت، غير أن بعضهم يستحب أن يقال: خسفت لقوله جل ذكره: ( أبو بكر: وخسف القمر ) [ ص: 333 ] [ ص: 334 ] [ ص: 335 ]