ذكر اختلاف أهل العلم في الشفق
اختلف أهل العلم في الشفق فقالت طائفة: الشفق الحمرة روي هذا القول عن ، ابن عمر . وابن عباس
957 - حدثنا عن إسحاق، ، عن عبد الرزاق ثور بن يزيد ، قال: سمعت مكحولا ، يقول: كان عبادة بن الصامت وشداد بن أوس قال يصليان العشاء الآخرة إذا ذهبت الحمرة، : هو الشفق. مكحول
958 - (حدثنا قال: نا أبو موسى بن هارون، مصعب ) قال: نا الزهري الدراوردي ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن عبد الله بن [ ص: 32 ] عمر، قال: الشفق: الحمرة.
959 - وحدثونا عن أبي قدامة، قال: نا ، قال: نا أحمد بن حنبل هشيم ، قال: نا عبد الرحمن بن يحيى، عن [حيان بن أبي جبلة ] عن ، قال: ابن عباس الشفق الحمرة.
وكان يصلي العشاء قبل أن يغيب البياض، وممن قال بأن الشفق الحمرة طاوس ، مالك بن أنس ، وسفيان الثوري ، وابن أبي ليلى ، والشافعي وأحمد، وإسحاق ، وأبو ثور، ويعقوب، ومحمد. [ ص: 33 ]
وقالت طائفة: الشفق البياض. روينا عن أنس أنه كان إذا أراد أن يصلي العشاء قال لغلام له، - أو لمولى له - : انظر استواء (الأفقين) .
وروينا عن أنه قال: ابن عباس الشفق البياض.
وعن أنه قال: صل العشاء إذا ذهب الشفق و (ادلام) الليل من هاهنا - وأشار إلى المشرق - فيما بينك وبين ثلث الليل وما عجلت بعد ذهاب الأفق فهو أفضل. أبي هريرة
960 - حدثنا عن إسحاق، ، عن عبد الرزاق ، عن معمر قال: كان عاصم بن سليمان، أنس بن مالك إذا أراد أن يصلي العشاء قال لغلام له - أو لمولى له - : انظر استواء (الأفقين) .
961 - وحدثني قال: نا موسى بن هارون، شجاع، قال: ثنا إسماعيل، قال: نا ابن عون ، قال: حدثني موسى بن أنس ، أن أنسا، كان يصعد الجارية فوق البيت فيقول لها: إذا استوى الأفق ناديني.
962 - حدثنا قال: نا موسى بن هارون، شريح، قال: نا هشيم ، عن عبد الرحمن بن يحيى، عن [حيان بن أبي جبلة ] ، عن ، قال: ابن عباس [ ص: 34 ] . الشفق البياض
963 - حدثنا قال: أنا إسحاق، ، قال: أنا عبد الرزاق ، عن معمر عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن (ابن لبيبة) قال: جئت إلى فقال: أبي هريرة وادلأم الليل من ههنا - وأشار إلى المشرق - فيما بينك وبين ثلث الليل، وما عجلت بعد ذهاب بياض الأفق فهو أفضل. صل صلاة العشاء إذا ذهب الشفق
وروينا عن أنه قال: عمر بن عبد العزيز وكان صلوا صلاة العشاء إذا ذهب بياض الأفق. يقول في صلاة العشاء: لا إلا أن يغيب الشفق وذهاب بقية بياض الأفق. الأوزاعي
وقال ، الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز: إذا اجتمع البياض من الأفق فسطع فصل. وكان النعمان يقول: الشفق البياض، وحكي ذلك عن زفر، وقال أحمد : أما في الحضر، فيعجبني أن يصلي إذا ذهب البياض، وفي السفر يجزئه إذا ذهبت الحمرة ويجزئه عنده في الحضر والسفر إذا ذهبت الحمرة،.
وقالت طائفة ثالثة: الشفق اسم لمعنيين مختلفين عند العرب، وهي الحمرة والبياض، وإنما جعلنا ذلك على الحمرة دون البياض؛ لثبوت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صلى حين غاب الشفق، وكان ذلك [ ص: 35 ] على ما ألزمه اسم الشفق، فلما كانت الحمرة تسمى شفقا لم يكن لأحد أن يقول: ليس ذلك الشفق الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الأخبار على العموم والظاهر.
قال وقد احتج بعض من قال: إن الشفق البياض بأحاديث منها حديث أبو بكر: أبي مسعود .
964 - حدثنا قال: نا الربيع بن سليمان، ، قال: أخبرني ابن وهب أسامة، أن أخبره أن ابن شهاب، قال له عمر بن عبد العزيز : سمعت عروة بن الزبير بشير بن أبي مسعود الأنصاري يقول: سمعت يقول: أبا مسعود الأنصاري جبريل، فأخبرني بوقت الصلاة"، ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء حين يسود الأفق، وربما أخرها حتى يجتمع الناس، قال: وإنما يسود الأفق إذا ذهبت الحمرة والبياض جميعا. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نزل
وقال قائل: قد وهم قبل ذلك مختلفون في دخول وقت العشاء، فلا يجب فرض العشاء إلا بإجماع منهم، ولم يجمعوا قط على ذلك إلا بعد ذهاب البياض. أجمع أهل العلم على دخول وقت العشاء إذا غاب البياض،
وقد زعم بعض أصحاب أن القياس يدل على أن الشفق البياض، قال: لأنه يتقدم الشمس بمجيئها ويذهب بذهابها، فكما كان الصبح يجب بمجيء بياض، فكذلك تجب العشاء بذهاب البياض [ ص: 36 ] . الشافعي