ذكر رفع اليدين عند الركوع وعند رفع الرأس من الركوع
1376 - أخبرنا ، قال: أخبرنا محمد [بن عبد الله] بن عبد الحكم قال: أنا عبد الله بن وهب عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبيه: سالم بن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا افتتح التكبير للصلاة، وإذا كبر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع فعلهما كذلك، وقال: "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد"، وكان لا يفعل ذلك في السجود.
1377 - حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب، قال: أخبرنا سليمان بن داود، قال: أنا ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن [ ص: 300 ] عقبة، عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن ، عن عبد الرحمن الأعرج عبيد الله بن أبي رافع ، عن قال: علي بن أبي طالب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ورفع يديه حذو منكبيه، ويصنعه إذا قضى قراءته وإذا أراد أن يركع، وإذا رفع رأسه من الركوع فعل مثل ذلك، ولا يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعد، وإذا قام من سجدتين كبر ورفع يديه كذلك.
قال أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر: وأن من السنة أن يرفع المرء يديه إذا افتتح الصلاة. يرفع يديه إذا افتتح الصلاة،
واختلفوا في رفع اليدين عند الركوع، وعند رفع الرأس من الركوع، فقالت طائفة: يرفع المصلي يديه إذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، وروي هذا القول عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن التابعين، ومن بعدهم، روينا ذلك عن ، ابن عباس ، وابن عمر ، وأبي سعيد الخدري ، وابن الزبير ، وقال وأنس بن مالك الحسن: كان [ ص: 301 ] أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أيديهم [إذا كبروا] ، وإذا ركعوا، وإذا رفعوا رؤوسهم من الركوع، كأنها المراوح.
1378 - حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى ، قال: نا ، قال: نا أبو بكر بن أبي شيبة عن معاذ بن معاذ، عن ابن أبي عروبة، ، عن قتادة الحسن قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أيديهم إذا كبروا، وإذا ركعوا، وإذا رفعوا رؤوسهم من الركوع، كأنها المراوح.
1379 - وحدثنا إسماعيل، قال: نا قال: نا أبو بكر، هشيم ، قال: أخبرنا ليث، عن عطاء قال: رأيت ، ( أبا سعيد الخدري ) ، وابن عمر ، وابن عباس يرفعون أيديهم، نحوا من حديث وابن الزبير ، يعني عن الزهري سالم، عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في رفع اليدين. ابن عمر
1380 - حدثنا عن إسحاق، ، عن عبد الرزاق قال: أخبرني ابن جريج حسن بن مسلم قال: سمعت وهو يسأل عن رفع اليدين في الصلاة قال: رأيت طاوسا عبد الله، وعبد الله ، [ وعبد الله ] لعبد الله بن عمر، يرفعون أيديهم في الصلاة. ، وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير.
1381 - حدثنا إسماعيل، قال: نا قال: نا أبو بكر، عن معاذ بن معاذ، حميد، عن أنس أنه كان يرفع [يديه] إذا دخل في الصلاة، وإذا ركع، [ ص: 302 ] وإذا رفع رأسه من الركوع.
1382 - حدثنا ، قال: نا علي بن عبد العزيز حجاج، قال: نا ، عن حماد بن سلمة الأزرق بن قيس ، عن حطان بن عبد الله الرقاشي ، قال: ، قام كأنه يصلي بنا، ويرفع يديه إلى أطراف أذنيه فقال: الله أكبر هكذا فاصنعوا، ، ثم كبر ورفع فقال: هكذا فاصنعوا، ثم رفع رأسه من الركوع وقال: سمع الله لمن حمده ورفع يديه ثم قال: هكذا فاصنعوا. أبو موسى الأشعري علمنا
وروي ذلك عن ، الحسن البصري وابن سيرين، وعطاء، وطاوس، ومجاهد، ونافع، ، وابن أبي نجيح وقتادة، والحسن بن مسلم، والقاسم بن محمد، ومكحول، وعبد الله بن دينار، وسالم، ونافع، ، وابن عيينة ، وجرير بن عبد الحميد ويحيى القطان، ، وعبد الرحمن بن مهدي وابن أبي عدي، ومعاذ بن معاذ العنبري، وعبد الوهاب الثقفي ، وصفوان بن عيسى، وروح بن عبادة، وعمر بن علي بن مقدم، وعبد الملك بن الصباح، وزهير بن نعيم البابي، وحماد بن مسعدة، (وأزهر السمان) ، وأبي داود الطيالسي ، وعثمان بن عمر البكراوي، ووهب بن جرير بن حازم، وبهز والمعلى ابني أسد، وابن قتيبة ، وأبي عبد الرحمن المقرئ، ويحيى بن حماد، ويحيى بن أبي الحجاج المنقري، و[أيوب بن [ ص: 303 ] المتوكل] المقرئ، ويعقوب بن إسحاق المقرئ، وعبيد الله بن عمر القواريري، وسليمان بن حرب، وأبي الوليد الطيالسي ، و[عمرو بن عون الواسطي] ، والحميدي ، ومسدد ، . وعلي بن المديني
وحكى ، عن يونس بن عبد الأعلى ، عن مالك أنه سئل ابن وهب قال: نعم، فقيل: وبعد أن يرفع رأسه من الركوع؟ قال: نعم قال: وهذا في سنة سبع وسبعين، قال يونس: وهي آخر سنة فارق فيها هل يرفع يديه في الركوع في الصلاة؟ ابن وهب مالك.
وقال : الذي بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما اجتمع عليه علماء أهل الأوزاعي الحجاز ، والشام، والبصرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حذو منكبيه حين يكبر لافتتاح الصلاة، ويرفع يديه حذو منكبيه حين يكبر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع، إلا أهل الكوفة فإنهم خالفوا في ذلك. [ ص: 304 ]
وممن قال بمثل ما ذكرناه عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتابعين: ، الليث بن سعد ، والشافعي وأحمد، وإسحاق ، وأبو ثور.
1383 - وحدثنا قال: نا أبو حاتم الرازي، قال: سمعت سلمة بن شبيب، يقول: أخذ أهل عبد الرزاق مكة عن رفع [اليدين] في الصلاة في الافتتاح، والركوع، ورفع الرأس من الركوع ، وأخذه ابن جريج عن ابن جريج عطاء ، وأخذه عطاء عن ، وأخذه ابن الزبير عن ابن الزبير ، وأخذه أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم. أبو بكر الصديق
وقالت طائفة: هذا قول يرفع المصلي يديه حين يفتتح الصلاة، ولا يرفع فيما سوى ذلك، ، وأصحاب الرأي. واحتج بعضهم بأخبار رووها عن سفيان الثوري عمر، وعلي، ، وابن عمر والشعبي، والنخعي، وخيثمة، وإبراهيم، . وابن أبي ليلى
1384 - حدثنا ، قال: نا علي بن عبد العزيز أبو نعيم ، قال: نا أبو بكر، - يعني النهشلي - ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه، أنه كان مع علي بصفين قال: فكان [ ص: 305 ] يرفع يديه في الأولى ولا يرفع فيما سوى ذلك.
1385 - حدثنا ، قال: نا إسماعيل بن قتيبة ، عن أبو بكر بن عياش حصين، عن مجاهد قال: يرفع يديه إلا في أول ما يفتتح. ابن عمر ما رأيت
1386 - حدثنا إسماعيل، قال: نا قال: نا أبو بكر، ، عن يحيى بن آدم حسن بن عياش، عن عبد الملك بن أبجر، [عن عن الزبير بن عدي] ، إبراهيم، [عن] الأسود قال: عمر فلم يرفع يديه في شيء من صلاته إلا حين يفتتح الصلاة، وقال صليت مع عبد الملك: ورأيت ، الشعبي وإبراهيم، وأبا إسحاق لا يرفعون أيديهم إلا حين يفتتحون الصلاة.
(واحتج بعض أهل القول) بحديث:
1387 - حدثناه ، قال: نا إسماعيل بن قتيبة ، قال: نا أبو بكر بن أبي شيبة ، عن وكيع سفيان، عن عاصم هو ابن كليب، عن ، عن عبد الرحمن بن الأسود علقمة، عن عبد الله أنه قال: ألا أدلكم على صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرفع يديه إلا مرة. [ ص: 306 ]
وحكى الأثرم، عن أحمد أنه ذكر وكيعا فقال: كان يروي الأحاديث على غير ألفاظها ويستعمل يعني كثيرا ويلحقها في الحديث، وذكر حديث عاصم بن كليب في الرفع حديث . ابن مسعود
وقال أحمد : قال لي أبو عبد الرحمن الوكيعي: كان يقول فيه يعني ثم لم يعد، وقد تكلم بعض أصحابنا في هذا الحديث، فذكر أن وكيع ابن إدريس روى هذا الحديث بإسناده عن عاصم بن كليب بإسناده عن عبد الله، وليس فيه: ثم لم يعد. [ ص: 307 ]
قال فأما حديث علي [الذي] احتجوا به، فقد ثبت عن أبو بكر: علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا أراد أن يركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، وأما فالمشهور عنه بالأسانيد الجياد من وجوه شتى رفع يديه في الصلاة في ثلاث مواضع كفعل [أصحابه] ، روى عنه ذلك ابن عمر سالم، ونافع، وهما كانا يفعلان ذلك، وهما أعلم به من غيرهما. وفي ثبوت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قد ذكرناه عنه في أول الباب مستغنى عن قول من سواه، فإن اعتل معتل بخبر روي عن أنه كان يرفع إذا افتتح الصلاة، فلو ثبت هذا عن ابن مسعود لم يكن حجة على الأخبار التي ذكرناها؛ لأن عبد الله إذا ما حفظ، وحفظ ابن مسعود ، علي بن أبي طالب ، وغيرهما، وابن عمر وأبو حميد في عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الزيادة التي ذكرناها عنهم، فغير جائز ترك الزيادة التي حفظها هؤلاء من أجل أن لم يحفظها، خفيت تلك الزيادة عليه كما خفي عليه السنة في وضع اليدين على الركبتين، كان يطبق يديه بين فخذيه، وتبعه عليه [جماعة من] أصحابه، والسنة التي نقل الناس إليها وضع اليدين على الركبتين. فلما جاز أن تخفى مثل هذه السنة التي عليها المسلمون اليوم جميعا - لا نعلمهم اليوم يختلفون فيه - على ابن مسعود ، [فيجوز] أن يخفى عليه ما حفظه أولئك، وأقل ما يجب على من [ ص: 308 ] نصح نفسه أن ينزل هذا الباب منزلة اختلاف ابن مسعود أسامة وبلال في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الكعبة، أثبت بلال صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة، ونفى ذلك أسامة، وحكم الناس لبلال؛ لأنه شاهد، ولم يحكموا لأسامة؛ لأنه نفى شيئا حفظه غيره، كذلك يجب أن يكون حال حديث في اقتصاره على ما حفظه، وحال [من حفظ] ما لم يحفظه ابن مسعود ، إن ثبتت الزيادة التي زادوها؛ لأنهم حفظوا ما لم يحفظ ابن مسعود ، وهذا الذي قلناه بين واضح لمن وفقه الله للقول بالصواب واتباع السنن. عبد الله بن مسعود