413 - وروي عن الجارود ، عن ، عن أبي الأحوص قال: عبد الله
414 - قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا قريشا فإن عالمها يملأ الأرض علما ، اللهم إنك أذقت أولها عذابا ووبالا فأذق آخرها نوالا" وهو فيما حدثناه الشيخ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك قال: حدثنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يونس بن حبيب قال: حدثنا أبو داود ، عن جعفر بن سليمان النضر يعني ابن حميد أو ابن معبد - عن الجارود [ ص: 207 ] .
415 - وروي معناه في عالم قريش في حديث روي عن ، عن ابن عباس علي مرفوعا.
416 - وفي حديث آخر روي عن مرفوعا. أبي هريرة
417 - قريش هو الشافعي ، روي ذلك عن وقد حمله جماعة من أئمتنا على أن هذا العالم الذي يملأ الأرض علما من ، وقاله أحمد بن حنبل أبو نعيم عبد الملك بن محمد الفقيه الإستراباذي وغيرهما.
418 - ولا يجوز أن يكون المراد بقوله: "فإن عالمها يملأ الأرض علما" كل من كان عالما من قريش ، فقد وجدنا جماعة منهم كانوا علماء ، ولم ينتشر علمهم في الأرض ، فإنما أراد بعضهم دون بعض.
419 - فإن كان المراد به كل من ظهر علمه ، وانتشر في الأرض ذكره من قريش ، فالشافعي ممن ظهر علمه ، وانتشر ذكره ، فهو في جملة الداخلين في الخبر.
420 - وإن كان المراد به زيادة ظهور وانتشار ، فلا نعلم أحدا من قريش أحق بهذه الصفة من ، فهو الذي صنف من جملة الشافعي قريش في الأصول والفروع ، ودونت كتبه ، وحفظت أقاويله ، وظهر أمره ، وانتشر ذكره حتى انتفع بعلمه راغبون ، وأفتى بمذهبه عالمون ، وحكم بحكمه حاكمون ، وقام بنصرة قوله ناصرون ، حين وجدوه فيما قال مصيبا ، وبكتاب الله متمسكا ، ولنبيه صلى الله عليه وسلم متبعا ، وبآثار أصحابه مقتديا ، وبما دلوه عليه من المعاني مهتديا ، فهو الذي ملأ الأرض من قريش علما ، ويزداد على ممر الأيام تبعا ، فهو إذا [ ص: 208 ] أولاهم بتأويل هذا الخبر ودخوله فيما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الأئمة من قريش ، قدموا قريشا ولا تقدموها ، وتعلموا من قريش ولا تعلموها" وقوله: "الفقه يمان والحكمة يمانية".
421 - ومولده بغزة وهي وإن كانت من الأرض المقدسة فعدادها في اليمن لنزول بطون أهل اليمن بها ومنشؤه بمكة والمدينة وهما يمانيتان.