15871 - وقال في قوله: ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون ) يقول: لكم في القصاص حياة ينتهي بها بعضكم عن بعض أن يصيب مخافة أن يقتل.
15872 - وأخبرنا ، أبو عبد الله ، وأبو بكر ، قالوا: حدثنا وأبو زكريا ، أخبرنا أبو العباس ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا ابن عيينة ، قال: سمعت عمرو بن دينار مجاهدا ، يقول: سمعت ، يقول: كان في بني إسرائيل القصاص ولم يكن فيهم الدية ، فقال الله لهذه الأمة: " [ ص: 63 ] ابن عباس كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء ) قال: العفو أن يقبل الدية في العمد: ( ( فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ) مما كتب على من كان قبلكم ( فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ) أخرجه في الصحيح . البخاري
15873 - قال في رواية الشافعي وما قال أبي عبد الله: في هذا كما قال ، والله أعلم . ابن عباس
15874 - وكذلك قال مقاتل وتقصي مقاتل فيه أكثر من تقصي . ابن عباس
15875 - والتنزيل يدل على ما قال مقاتل لأن الله جل ثناؤه إذ ذكر القصاص ثم قال: ( فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ) لم يجز والله أعلم أن يقال: إن عفي إن صولح عن أخذ الدية؛ لأن العفو ترك حق بلا عوض ، فلم يجز إلا أن يكون: إن عفي عن القتل ، فإذا عفي لم يكن إليه سبيل ، وصار لعافي القتل مال في مال القاتل وهو دية قتيله ، فيتبعه بمعروف ويؤدي إليه القاتل بإحسان .
15876 - ولو كان إذا عفي عن القاتل لم يكن له شيء لم يكن للعافي أن يتبعه ، ولا على القاتل شيء يؤديه بإحسان .
15877 - قال: وقد جاءت السنة مع بيان القرآن بمثل معنى القرآن.
[ ص: 64 ]