113 - قال الشيخ حدثنا الحسين بن مسعود: أبو الفضل زياد بن محمد بن زياد الحنفي، أنا محمد بن بشر بن محمد بن محمد المزني، نا أبو [ ص: 243 ] بكر محمد بن الحسين بن بشر النقاش، نا نا أبو شعيب الحراني، يحيى بن عبد الله الضحاك البابلتي، أخبرنا حدثني حسان بن عطية، عن الأوزاعي، أبي كبشة السلولي، عن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عبد الله بن عمرو، "بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل، ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار".
هذا حديث صحيح، أخرجه عن محمد، الضحاك بن مخلد أبي عاصم النبيل، عن . الأوزاعي
وأبو كبشة السلولي لا يعرف له اسم، وحسان بن عطية شامي، والأوزاعي هو أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو، شامي، والأوزاع من حمير، ولم يكن منهم، نزل فيهم، مات سنة سبع وخمسين ومائة.
ويحيى بن عبد الله البابلتي أبو سعيد، من أهل الجزيرة، مولى لبني أمية، تكلموا فيه وهو محتج به فيما يوافق الثقات. [ ص: 244 ] .
قوله: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج".
ليس على معنى إباحة الكذب على بني إسرائيل، بل معناه: الرخصة في الحديث عنهم على معنى البلاغ من غير أن يصح ذلك بنقل الإسناد، لأنه أمر قد تعذر في أخبارهم، لطول المدة ووقوع الفترة.
وفي إيجاب بأن لا يحدث عنه إلا بما يصح عنده بنقل الإسناد، والثبت فيه. التحرز عن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وروي عن عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أبي هريرة، "كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع".
وقال رضي الله عنه: "أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت على الله ما لا أعلم". أبو بكر الصديق
وقال : الإسناد من الدين، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء. عبد الله بن المبارك
وقال في قوله سبحانه وتعالى: ( مطر الوراق أو أثارة من علم ) [ ص: 245 ] ، قال إسناد الحديث.
وسمع الزهري إسحاق بن أبي فروة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: قاتلك الله يا ابن أبي فروة، ما أجرأك على الله، ألا تسند حديثك، تحدثنا بأحاديث ليس لها خطام ولا أزمة.
واختلف أهل العلم في وهو أن يقول التابعي، أو تابع التابعي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، ولا يذكر من سمعه منه، فاحتج به جماعة، منهم: المرسل من الأحاديث، إبراهيم النخعي، [ ص: 246 ] وحماد بن أبي سليمان، وأبو حنيفة، وأصحاب الرأي، ولم يحتج به فقهاء الحجاز، وهو قول ابن المسيب، والزهري، ومالك، والأوزاعي، والشافعي، . [ ص: 247 ] . وأحمد
وكذلك اختلفوا في وهو أن يقول المحدث: قال فلان، ولم يقل: حدثني فلان، أو سمعت منه، وكان القائل مشهورا بالرواية عنه، مثل أن يقول الرواية على وجه التدليس، : قال سفيان بن عيينة [ ص: 248 ] أو قال ابن شهاب، : حدثنا فلان، فصححه عمرو بن دينار أهل الكوفة، ولم يحتج به أهل الحجاز كالمراسيل.
واختلفوا في رواية محدث صحيح السماع، صحيح الكتاب، ظاهر العدالة، غير أنه لا يعرف ما يحدث به، ولا يحفظه كأكثر محدثي زماننا، فاحتج به أكثر أهل الحديث، وأما مالك وأبو حنيفة فلا يريان الحجة به.
وكذلك اختلفوا في فقبلها أكثر أهل [ ص: 249 ] الحديث، إذا كانوا فيها صادقين، فقد حدث رواية المبتدعة، وأهل الأهواء، عن محمد بن إسماعيل، عباد بن يعقوب الرواجني، وكان يقول: حدثنا الصدوق في روايته المتهم في دينه محمد بن إسحاق بن خزيمة، . [ ص: 250 ] . عباد بن يعقوب
واحتج أيضا في الصحيح البخاري بمحمد بن زياد الألهاني، وحريز بن عثمان الرحبي، وقد اشتهر عنهما النصب، واتفق البخاري، ومسلم على الاحتجاج بأبي معاوية محمد بن حازم الضرير، وقد اشتهر عنهما الغلو. وعبيد الله بن موسى،
وأما فيقول "لا يؤخذ حديث النبي صلى الله عليه وسلم من صاحب هوى، يدعو الناس إلى هواه، ولا من كذاب يكذب في حديث الناس، وإن كنت لا تتهمه بأن يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم"، ذكر هذا الاختلاف في قبول رواية هؤلاء مالك بن أنس، في كتابه. الحاكم أبو عبد الله الحافظ
وسئل يكتب عن المرجئ والقدري وغيرهما من أهل الأهواء؟ قال: نعم إذا لم يكن يدعو إليه، ويكثر الكلام فيه، فأما إذا كان داعيا، فلا ". أحمد بن حنبل
وفي الحديث دليل على قال وجوب تبليغ ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، : لو وضعتم الصمصامة على هذه، وأشار إلى قفاه، ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها. [ ص: 251 ] . أبو ذر
قال : أكثروا من هذا الحديث، فإنها سلاح. سفيان الثوري
وقال: ليس شيء أنفع للناس من هذا الحديث.
وقال في أصحاب الحديث: هم خير أهل الدنيا. [ ص: 252 ] . حفص بن غياث