122 - أنا محمد بن الحسن المربند كشائي، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سراج الطحان، أنا أبو أحمد محمد بن قريش بن سليمان المروروذي، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز المكي، أخبرنا نا أبو عبيد القاسم بن سلام، حجاج، عن عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: الحسن، ولكل حد مطلع". "ما نزل من القرآن آية إلا لها ظهر وبطن، ولكل حرف حد، [ ص: 263 ] .
قال: فقلت: يا أبا سعيد، ما المطلع؟ قال: يطلع قوم يعملون به.
قال : أحسب قول أبو عبيد هذا إنما ذهب إلى قول الحسن فيه: حدثني عبد الله بن مسعود حجاج، عن عن شعبة، عن عمرو بن مرة، مرة، عن قال: "ما من حرف، أو آية إلا قد عمل بها قوم، أو لها قوم سيعملون بها". عبد الله،
قال الشيخ رحمه الله: هذا حديث مرسل.
وقد يروى هذا عن عن أبي الأحوص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: عبد الله، "أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن، ولكل حد مطلع".
قوله: "لكل آية منها ظهر وبطن" اختلفوا في تأويله، فيروى عن أنه سئل عن ذلك، فقال: إن العرب، تقول: قلبت أمري ظهرا لبطن، ويقال: الظهر لفظ القرآن، والبطن تأويله، وقيل: الظهر: ما حدث فيه عن أقوام أنهم عصوا، فعوقبوا وأهلكوا بمعاصيهم، فهو في الظاهر خبر، وباطنه عظة وتحذير أن يفعل أحد مثل ما فعلوا، فيحل بهم ما حل بهم. [ ص: 264 ] . الحسن:
وقيل: ظاهره تنزيله الذي يجب الإيمان به، وباطنه وجوب العمل به، وما من آية إلا وتوجب الأمرين جميعا، لأن وجوه القرآن أمر ونهي، ووعد ووعيد، ومواعظ وأمثال، وخبر ما كان وما يكون، وكل وجه منها يجب الإيمان به، والتصديق له، والعمل به، فالعمل بالأمر إتيانه، وبالنهي الاجتناب عنه، وبالوعد الرغبة فيه، وبالوعيد الرهبة عنه، وبالمواعظ الاتعاظ، وبالأمثال الاعتبار.
وقيل: معنى الظهر والبطن: التلاوة والتفهم، كأنه يقول: لكل آية ظاهر، وهو أن يقرأها كما أنزلت، قال الله سبحانه وتعالى: ( ورتل القرآن ترتيلا ) ، وباطن وهو التدبر والتفكر، قال الله تعالى: ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ) .
ثم التلاوة إنما تأتي بالتعلم والحفظ بالدرس، والتفهم إنما يكون بصدق النية، وتعظيم الحرمة، وطيب الطعمة.
وقوله: "لكل حرف حد، ولكل حد مطلع"، يقول: لكل حرف حد في التلاوة ينتهي إليه، فلا يجاوز، وكذلك في التفسير، ففي التلاوة لا يجاوز المصحف الذي هو الإمام، وفي التفسير لا يجاوز المسموع.
قال رضي الله عنه: "أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني إذا قلت في القرآن برأيي". أبو بكر الصديق
وروي أنه سئل عن قوله سبحانه وتعالى: ( وفاكهة وأبا ) ما الأب؟ فقال: "أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني، إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم". [ ص: 265 ] .
وروي عن عمر، أنه قال: ( وفاكهة وأبا ) قال: ما الأب؟ ثم قال ابن الخطاب: "إن هذا لهو التكلف".
وقال : سألت سعيد بن جبير عن قوله سبحانه وتعالى: ( ابن عباس والسماء والطارق ) ، وقوله عز وجل: ( والمحصنات من النساء ) وعن قوله: ( فلا أقسم بالخنس ) قال: ما أعلم منه إلا ما تعلم.
وقال : سألت ابن سيرين عبيدة عن آية: قال: عليك بالسداد، فقد ذهب الذين يعلمون فيما أنزل القرآن.
قال إبراهيم: كان أصحابنا يكرهون التفسير ويهابونه.
قوله: مطلع.
المطلع: المصعد، أي: لكل حد مصعد يصعد إليه من معرفة علمه، ويقال: المطلع: هو الفهم، وقد يفتح الله تعالى على المتدبر، والمتفكر فيه من التأويل، والمعاني ما لا يفتح على غيره، وفوق كل ذي علم عليم.
قال : لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها كثيرة، قال أبو الدرداء حماد: قلت لأيوب: ما معنى قول . . . وقد ذكرناه في آخر أول الباب [ ص: 266 ] . أبي الدرداء؟