1234 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أنا زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق الهاشمي، أنا أبو مصعب، عن مالك، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر، أنه قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو".
وقال مالك: أرى ذلك مخافة أن يناله العدو. [ ص: 528 ] .
هذا حديث صحيح، أخرجه محمد، عن عبد الله بن مسلمة، وأخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك.
قال رحمه الله: حمل المصحف إلى دار الكفر مكروه، كما جاء في كتاب الحديث، ولو كتب إليهم كتابا فيه آية من القرآن، فلا بأس، " كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) ". [ ص: 529 ] .
ويكره تنقيش الجدر، والخشب، والثياب، بالقرآن وبذكر الله سبحانه وتعالى، ورخص بعضهم في تحريق ما يجتمع عنده من الرسائل فيها ذكر الله تعالى.
وروى معمر، عن ابن طاوس، قال: كان أبي يحرق الصحف إذا اجتمعت عنده فيها الرسائل.
وقال الوليد بن مسلم: سألت مالكا عن تفضيض المصاحف، فأخرج إلينا مصحفا، فقال: حدثني أبي عن جدي أنهم جمعوا القرآن على عهد عثمان، وأنهم فضضوا المصاحف على هذا أو نحوه.
بعونه تعالى وتوفيقه تم الجزء الرابع من (شرح السنة).
ويليه الجزء الخامس، وأوله: كتاب الدعوات.


