باب من مات لا يشرك بالله شيئا.
قال الله سبحانه وتعالى: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) ، وأما قوله عز وجل: ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ) ، قيل: نزل هذا في رجل قتل مسلما ثم ارتد، وقيل: معناه: فجزاؤه جهنم إن جازاه ولم يعف عنه، فقوله سبحانه وتعالى: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك ) خبر لا يقع فيه خلف، وقوله سبحانه وتعالى: ( فجزاؤه جهنم ) وعيد يرجى فيه العفو.
قال الله سبحانه وتعالى: ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ) إلى قوله: ( إلا من تاب ) .
48 - قال الشيخ رحمه الله: أخبرنا الحسين بن مسعود، أحمد بن عبد الله الصالحي، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، نا [ ص: 93 ] نا أحمد بن منصور الرمادي، أنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي، قال: معاذ بن جبل،
قال: "حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، أتدري يا معاذ، ما حق الناس على الله إذا فعلوا ذلك؟"، قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: "فإن حق الناس على الله أن لا يعذبهم"، قال: قلت: يا رسول الله، ألا أبشر الناس؟ قال: "دعهم يعملون". " كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "هل تدري يا معاذ ما حق الله على الناس؟" قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه عن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن يحيى بن آدم، وأخرجه أبي الأحوص، عن مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، أبي الأحوص سلام بن سليم، عن [ ص: 94 ] . أبي إسحاق