باب حلاوة الإيمان وحب الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
قال الله سبحانه وتعالى: ( والذين آمنوا أشد حبا لله ) ، وقال عز وجل: ( حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم ) ، وقال تبارك وتعالى: ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم ) الآية، وقيل في قوله سبحانه وتعالى: ( لا يمسه إلا المطهرون ) : لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن بالقرآن، ولا يحمله بحقه إلا الموقن، لقوله سبحانه وتعالى: ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ) .
21 - قال الشيخ رحمه الله: أنا الحسين بن مسعود، أنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، نا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، نا سليمان بن حرب، عن شعبة، عن قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، [ ص: 49 ] قال: أنس، " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله كما يكره أن يلقى في النار ".
هذا حديث متفق على صحته وأخرجه عن مسلم، محمد بن مثنى، عن ومحمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، . شعبة
وقوله: "من يكره أن يعود في الكفر"، فالعود: قد يكون بمعنى الرجوع إليه بعد ما دخل في الإسلام، وقد يكون بمعنى المصير إليه ابتداء، ومنه قوله سبحانه وتعالى في قصة شعيب صلى الله عليه وسلم ( أو لتعودن في ملتنا ) قال قوم معناه: لتصيرن إلى ملتنا، لأن شعيبا لم يكن قط في الكفر.
وقيل: الخطاب مع أصحاب شعيب الذين دخلوا في دينه واتبعوه بعد ما كانوا كفارا. [ ص: 50 ] .