[ ص: 58 ] باب الكف عن القتال إذا رأى شعار الإسلام.
قال الله سبحانه وتعالى : ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ) ، قال كان رجل في غنيمة له ، فلحقه المسلمون ، فقال : السلام عليكم ، فقتلوه ، وأخذوا غنيمته ، فأنزل الله سبحانه وتعالى ذلك إلى قوله : ( ابن عباس : عرض الحياة الدنيا ) تلك الغنيمة ، قرأ السلام . ابن عباس :
2702 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني، أنا عبد الله بن عمر الجوهري، نا أحمد بن علي الكشميهني، نا نا علي بن حجر، نا إسماعيل بن جعفر، حميد، عن أن النبي صلى الله عليه وسلم أنس، خيبر، فانتهينا إليهم ليلا، فلما أصبح، ولم يسمع أذانا، ركب وركبت خلف يردفني وراءه وإن قدمي لتمس قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجوا علينا بمكاتلهم، ومساحيهم، فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: أبي طلحة محمد والله، محمد والخميس، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الله أكبر، الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين". كان إذا غزا قوما لم يغز [ ص: 59 ] بنا عليهم حتى يصبح، فينظر، فإن سمع أذانا كف عنهم، وإن لم يسمع أذانا أغار عليهم، قال: فخرجنا إلى
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه عن محمد، عن قتيبة، وأخرجه إسماعيل بن جعفر، من طرق، عن مسلم، ابن عباس.
والخميس : الجيش سمي خميسا ، لأنه مقسوم على خمسة : المقدمة ، والساقة ، والميمنة ، والميسرة ، والقلب ، قاله الأزهري .
وقال غيره : لأنه تخمس فيه الغنائم .
قال فيه بيان أن الخطابي : ولو أن أهل بلد اجتمعوا على تركه ، كان للسلطان قتالهم عليه . الأذان شعار لدين [ ص: 60 ] الإسلام لا يجوز تركه ،