باب الشعر والرجز
3398 - أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أبو حامد أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف، نا نا محمد بن إسماعيل البخاري، أنا أبو اليمان، عن شعيب، أخبرني الزهري، أبو بكر بن عبد الرحمن، أن أخبره ، أن مروان بن الحكم، عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، [ ص: 369 ] أخبره أن أخبره، أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إن من الشعر حكمة".
هذا حديث صحيح.
ويروى والمراد منه الحكمة أيضا، كما قال الله سبحانه وتعالى: ( " إن من الشعر حكما "، وآتيناه الحكم صبيا ) ، أي: الحكمة، وكذلك قوله عز وجل: ( فوهب لي ربي حكما ) ، أي: الحكمة، ومعناه: أن من الشعر كلاما نافعا يمنع عن الجهل والسفه، وأصل الحكمة: المنع، وبها سميت حكمة اللجام، لأنه بها تمنع الدابة، وسمي الحاكم حاكما، لأنه يمنع الظالم عن الظلم، وأراد به ما نظمه الشعراء من المواعظ والأمثال التي ينتفع بها الناس.
قال والشعر كلام، فحسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيحه، وفضله على الكلام أنه سائر، فإذا كان الشاعر لا يعرف بشتم المسلمين وأذاهم، ولا يمدح، فيكثر الكذب المحض، ولا يشبب بامرأة بعينها، ولا يبتهرها بما يشينها، فجائز الشهادة، وإن كان على خلاف ذلك، لم يجز. الشافعي:
قال صحبت مطرف بن عبد الله بن الشخير: من عمران بن الحصين البصرة إلى مكة، فكان ينشدني كل يوم، ثم قال لي: إن الشعر كلام، وإن من الكلام حقا وباطلا.