باب جعفر بن أبي طالب أبي عبد الله الهاشمي ذي الجناحين رضي الله عنه. مناقب
قتل يوم مؤتة.
3937 - أخبرنا ، أنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أحمد بن عبد الله [ ص: 139 ] النعيمي، أنا ، نا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، عن عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق البراء ، قال: أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب، كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، قالوا: لا نقر بهذا، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا، ولكن أنت محمد بن عبد الله ، ثم قال "امح رسول الله"، قال: لا والله لا أمحوك أبدا، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب وليس يحسن يكتب، فكتب: "هذا ما قاضى لعلي: محمد بن عبد الله لا يدخل [ ص: 140 ] مكة السلاح إلا السيف في القراب، وألا يخرج من أهلها أحدا إن أراد أن يتبعه، وألا يمنع من أصحابه أحدا إن أراد أن يقيم بها"، فلما دخل ومضى الأجل، أتوا عليا ، فقالوا: قل لصاحبك: اخرج عنا، فقد مضى الأجل، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فتبعته ابنة حمزة تنادي: يا عم، يا عم، فتناولها علي ، فأخذ بيدها، وقال لفاطمة : "دونك ابنة عمك حملتها"، فاختصم فيها علي ، وزيد ، وجعفر، قال علي : أنا أخذتها، وهي بنت عمي، وقال جعفر : بنت عمي وخالتها تحتي، وقال زيد : بنت أخي، فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها، وقال: "الخالة بمنزلة الأم"، وقال "أنت مني وأنا منك"، وقال لعلي: لجعفر: "أشبهت خلقي وخلقي"، وقال لزيد: "أنت أخونا ومولانا"، قال علي : ألا تتزوج ابنة حمزة ، قال: "إنها ابنة أخي من الرضاعة". اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة، فأبى
هذا حديث صحيح. [ ص: 141 ] .
إنما قال زيد : ابنة أخي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بينه وبين حمزة ، وقال يوسف بن أبي إسحاق ، عن ، قال أبي إسحاق "امح رسول الله صلى الله عليه وسلم "، قال لعلي: علي : والله لا أمحاه أبدا، قال: "فأرنيه"، فأراه إياه، فمحاه النبي صلى الله عليه وسلم بيده.
وفي حديث المسور ، ومروان ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " والله إني رسول الله وإن كذبتموني، اكتب: محمد بن عبد الله "، فكتب.