الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4274 - أخبرنا أبو الفتح نصر بن علي الحاكم ، أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ، نا أبو العباس الأصم ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا محمد بن سابق ، نا إبراهيم بن طهمان ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، أنه قال: إن امرأة من اليهود بالمدينة ولدت غلاما ممسوحة عينه، طالعة نابه، فأشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون الدجال، فوجده تحت قطيفة يهمهم، فآذنته أمه، فقالت: يا عبد الله ، هذا أبو القاسم ، فخرج من القطيفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما لها قاتلها الله! لو تركته لبين " ، ثم قال: "يابن الصائد ما ترى؟" قال: أرى حقا، وأرى باطلا، وأرى عرشا على الماء .

                                                                            قال: "فلبس" ، فقال: "أتشهد أني رسول الله؟" قال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "آمنت بالله ورسوله " ، ثم خرج وتركه، ثم أتى مرة أخرى، فوجده في نخل له يهمهم، فآذنته أمه، فقالت: يا عبد الله ، هذا [ ص: 79 ] أبو القاسم قد جاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما لها قاتلها الله! لو تركته لبين " .

                                                                            قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطمع أن يسمع من كلامه شيئا، فيعلم هو أم لا، فقال: "يابن الصائد، ما ترى؟ " قال: أرى حقا، وأرى باطلا، وأرى عرشا على الماء.

                                                                            قال: "أتشهد أني رسول الله؟ " فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "آمنت بالله ورسله " ، فلبس عليه، ثم خرج وتركه، ثم جاء في الثالثة أم الرابعة، ومعه أبو بكر وعمر في نفر من المهاجرين والأنصار، وأنا معه، قال: فبادر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيديهم، ورجا أن يسمعهم من كلامه شيئا، فسبقته أمه إليه، فقالت: يا عبد الله ، هذا أبو القاسم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما لها قاتلها الله! لو تركته لبين " ، فقال: "يابن صائد، ما ترى؟ " قال: أرى حقا، وأرى باطلا، وأرى عرشا على الماء.

                                                                            فقال: "أتشهد أني رسول الله؟ " ، فذكر مثله، فقال: "يابن صائد، إنا قد خبأنا لك خبيئة، فما هو؟ " قال: الدخ.

                                                                            فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اخسأ، اخسأ " .

                                                                            فقال عمر بن الخطاب : ائذن يا رسول الله فأقتله.

                                                                            فقال [ ص: 80 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن يكن هو، فلست صاحبه، إنما صاحبه عيسى ابن مريم، وإلا يكن هو، فليس لك أن تقتل رجلا من أهل العهد " .

                                                                            قال: فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشفقا أنه الدجال
                                                                            .

                                                                            قلت: فيه دليل على أنه كان من أهل العهد، ولذلك منع النبي عليه السلام عن قتله.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية