باب قول الله عز وجل: ( إن زلزلة الساعة شيء عظيم  يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت   ) . 
المرضعة: التي ترضع ولدها، إذا أردت الفعل، ألحقت بها هاء التأنيث، وإذا أردت أنها ذات رضيع، أسقطت الهاء، فقلت: امرأة مرضع. 
وقوله سبحانه وتعالى: ( يوم يكشف عن ساق   ) ، قال  ابن عباس   : يوم كرب وشدة، وقال:  [ ص: 139 ] وهي أشد ساعة في القيامة، وقال  مجاهد   : يكشف عن الأمر الشديد، والعرب تذكر الساق إذا أخبرت عن شدة الأمر وهوله، وقوله سبحانه وتعالى: ( والتفت الساق بالساق   ) ، قيل: آخر شدة الدنيا بأول شدة الآخرة. 
وقال جل ذكره: ( ويخافون يوما كان شره مستطيرا   ) ، أي: ممتد البلاء: ( يوما عبوسا قمطريرا   ) ، القمطرير: أشد ما يكون من الأيام في البلاء. 
 4325  - أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي  ، أنا  أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي  ، أنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص التاجر  ، نا إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن بكير بن الحارث الكوفي العبسي  ، أنا  وكيع  ، عن  الأعمش  ، عن  أبي صالح  ، عن  أبي سعيد  ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله سبحانه وتعالى يوم القيامة: يا آدم  ، قم فابعث بعث النار، قال: فيقول لبيك وسعديك، والخير في يديك، يا رب، وما بعث النار؟ قال: فيقول: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين، فحينئذ يشيب المولود، وتضع كل ذات  [ ص: 140 ] حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد "، قال: فيقولون: وأينا ذلك الواحد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " تسع مائة وتسعة وتسعون من يأجوج ومأجوج، ومنكم واحد" ، قال: فقال الناس: الله أكبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "والله إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، والله إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة" ، قال: فكبر الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما أنتم يومئذ في الناس إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود ، والشعرة السوداء في الثور الأبيض "   . 
وبهذا الإسناد، عن  أبي سعيد  ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " يدعى نوح  يوم القيامة، فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيدعى قومه، فيقال لهم: هل بلغكم؟ فيقولون: لا، ما أتانا من نذير، وما أتانا من أحد، قال: فيقال لنوح   :  [ ص: 141 ] من يشهد لك؟ فيقول: محمد  وأمته، قال: فذلك قوله سبحانه وتعالى: ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا   )  "، الوسط: العدل. 
الحديثان صحيحان، أخرج  محمد  الحديثين، عن  إسحاق بن منصور  ، عن  أبي أسامة  ، عن  الأعمش  ، وأخرج  مسلم  الحديث الأول، عن  أبي بكر بن أبي شيبة  ، عن  وكيع  ، وعن  أبي كريب  ، عن  أبي معاوية  ، كلاهما عن  الأعمش  ، وأخرجه  محمد  ، عن  عمر بن حفص  ، عن أبيه، عن  الأعمش  ، بهذا الإسناد، وقال:  " يقول الله يوم القيامة: يا آدم  ، يقول: لبيك ربنا وسعديك، فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار "  . 
				
						
						
