الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            604 - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي ، أخبرنا عبد العزيز بن أحمد الخلال، نا أبو العباس الأصم، أنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، أنا مسلم بن خالد، وعبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج ، [ ص: 78 ] أخبرني محمد بن عباد بن جعفر ، أخبرني أبو سلمة بن سفيان، وعبد الله بن عمرو، والعابدي.

                                                                            ح وأخبرنا عمر بن عبد العزيز ، أنا القاسم بن جعفر ، أنا أبو علي اللؤلؤي، نا أبو داود ، نا الحسن بن علي ، نا عبد الرزاق ، وأبو عاصم ، قالا: أنا ابن جريج ، قال: سمعت محمد بن عباد بن جعفر ، يقول: أخبرني أبو سلمة بن سفيان، وعبد الله بن المسيب العابدي، وعبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن السائب ، قال: "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بمكة ، فاستفتح سورة المؤمنين حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون، أو ذكر عيسى، أخذت النبي صلى الله عليه وسلم سعلة، فركع"، وقال الحسن بن علي : " فحذف، فركع، قال: وعبد الله بن السائب حاضر ذلك ".

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن محمد بن نافع، عن عبد الرزاق ، عن ابن جريج .

                                                                            والعابدي: هو عبد الله بن المسيب العابدي.

                                                                            وروي عن عقبة بن عامر ، قال: " كنت أقود لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته [ ص: 79 ] في السفر، فقال لي: يا عقبة، ألا أعلمك خير سورتين قرئتا؟ فعلمني قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فلما نزل لصلاة الصبح، صلى بهما صلاة الصبح للناس ".

                                                                            وروي عن سليمان بن يسار ، عن أبي هريرة ، قال: ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من فلان لرجل كان أميرا على المدينة ، قال سليمان: صليت خلفه، فكان يطيل الركعتين الأوليين من الظهر، ويخفف الأخريين، ويخفف العصر، ويقرأ في الركعتين الأوليين من المغرب بقصار المفصل، ويقرأ في الركعتين الأوليين من العشاء بوسط المفصل، ويقرأ في الصبح بطوال المفصل.

                                                                            وروي عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى الأشعري : "أن اقرأ في الصبح بطوال المفصل، وفي الظهر بأوساط المفصل، وفي المغرب بقصار المفصل". [ ص: 80 ] .

                                                                            وعن عثمان "أنه كان يقرأ في العشاء من أوساط المفصل".

                                                                            قال أبو عيسى : وروي عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين أنهم قرؤوا بأكثر من هذا، وأقل، كان الأمر عندهم واسعا في هذا.

                                                                            قلت: والأحسن أن يقرأ في الصبح بطوال المفصل، وفي العصر، والعشاء بأوساط المفصل، وفي المغرب بقصار المفصل، وبه قال الشافعي ، وكذا قال ابن المبارك : يقرأ في الصبح بطوال المفصل، وفي المغرب بقصار المفصل، وبه قال أحمد، وإسحاق .

                                                                            ورأى بعضهم أن القراءة في العصر كنحو القراءة في المغرب، يقرأ بقصار المفصل، يروى ذلك عن إبراهيم النخعي ، وقال: تضاعف صلاة الظهر على صلاة العصر في القراءة أربع مرات.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية