90 - قال الإمام الحسن بن مسعود: أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، أخبرنا أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، نا إسماعيل بن محمد الصفار، نا أحمد بن منصور الرمادي، أنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، رضي الله عنهم، قال: أنس بن مالك [ ص: 168 ] . قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إنا إذا كنا عندك رأينا من أنفسنا ما نحب، فإذا رجعنا إلى أهلينا، فخالطناهم أنكرنا أنفسنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الخلاء، لصافحتكم الملائكة حتى تظلكم بأجنحتها عيانا".
هذا حديث أخرجه من رواية مسلم، حنظلة الأسيدي، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولكن يا حنظلة ساعة وساعة"، ثلاث مرات.
قال كان أبو الدرداء: يأخذ بيدي، ويقول: تعال نؤمن ساعة إن ابن رواحة إذا استجمعت غليا. القلب أسرع تقلبا من القدر
قال الشيخ الإمام: والإصبع المذكورة في الحديث صفة من صفات الله عز وجل، وكذلك كل ما جاء به الكتاب أو السنة من هذا القبيل في صفات الله سبحانه وتعالى، كالنفس، والوجه والعين، واليد، والرجل، والإتيان، والمجيء، والنزول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك، والفرح. [ ص: 169 ] .
قال الله سبحانه وتعالى لموسى: ( واصطنعتك لنفسي ) ، وقال الله عز وجل: ( ولتصنع على عيني ) ، وقال الله سبحانه وتعالى: ( كل شيء هالك إلا وجهه ) ، وقال الله عز وجل: ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) ، وقال الله عز وجل: ( بل يداه مبسوطتان ) ، وقال: ( يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) ، ( والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ) ، ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام ) ، وقال الله سبحانه وتعالى: ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) ، وقال الله عز وجل: ( الرحمن على العرش استوى ) ، وقال الله تعالى: ( ثم استوى على العرش الرحمن ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر".
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أنس، " لا تزال جهنم يلقى فيها، وتقول: هل من مزيد، حتى يضع رب [ ص: 170 ] العزة فيها قدمه ".
وفي حديث أبي هريرة في آخر من يخرج من النار: "فيضحك الله منه، ثم يأذن له في دخول الجنة".
وفي حديث جابر : "فيتجلى لهم يضحك".
وفي حديث وغيره: أنس، "الله أفرح بتوبة عبد من أحدكم يسقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة".
فهذه ونظائرها صفات لله عز وجل، ورد بها السمع، يجب الإيمان بها، وإمرارها على ظاهرها معرضا فيها عن التأويل، مجتنبا عن التشبيه، معتقدا أن الباري سبحانه وتعالى لا يشبه شيء من صفاته صفات الخلق، كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق، قال الله سبحانه وتعالى: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) . [ ص: 171 ] .
وعلى هذا مضى سلف الأمة وعلماء السنة، تلقوها جميعا بالإيمان والقبول، ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل، كما أخبر الله سبحانه وتعالى عن الراسخين في العلم، فقال عز وجل: ( وتجنبوا فيها عن التمثيل والتأويل، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ) .
قال : كل ما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه، فتفسيره قراءته، والسكوت عليه، ليس لأحد أن يفسره إلا الله عز وجل ورسله. سفيان بن عيينة
وسأل رجل عن مالك بن أنس الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا ضالا، وأمر به أن يخرج من المجلس. قوله سبحانه وتعالى: (
وقال : سألت الوليد بن مسلم الأوزاعي، وسفيان بن عيينة، عن هذه الأحاديث في الصفات والرؤية، فقال: أمروها كما جاءت بلا كيف. ومالك بن أنس
وقال : على الله البيان، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم. الزهري
وقال بعض السلف: قدم الإسلام لا تثبت إلا على قنطرة التسليم.
قال أبو العالية: ( ثم استوى إلى السماء ) ارتفع فسوى خلقهن.
وقال : ( مجاهد استوى ) : علا على العرش. [ ص: 172 ] .