167 - حدثنا عن يونس ، قال : حدثني محمد بن إسحاق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال : حدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " فإذا انتهي به إليه وقع ساجدا ، ثم يؤمر به فيكسى سبعون ردحا من الإستبرق ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كأحسن ما رأيتم من شقائق النعمان " ، أو حدث ذلك الشهداء ثلاثة فأدنى الشهداء عند الله تبارك وتعالى منزلة رجل خرج مسودا بنفسه ورحله لا يريد أن يقتل ولا يقتل ، أتاه سهم غرب فأصابه ، فأول قطرة تقطر من دمه يغفر له بها ما تقدم من ذنبه ، ثم يهبط الله تبارك وتعالى إليه جسدا من السماء فيجعل فيه روحه ، ثم يصعد به إلى الله تبارك وتعالى فما يمر بسماء من السماوات إلا شيعته الملائكة حتى ينتهى به إلى الله عز وجل من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال كعب الأحبار " أجل كأحسن ما رأيتم من شقائق النعمان ، ثم يقال : اذهبوا به إلى إخوانه من الشهداء فاجعلوه معهم ، فيؤتى إليهم وهم [ ص: 128 ] في قبة خضراء في روضة عند باب الجنة يخرج عليهم حوت وثور من الجنة لغدائهم ، فيلعبان بهم حتى إذا كثر عجبهم منها طعن الثور الحوت بقرنه فبقره لهم عما يدعون ، ثم يروحان عليهم لعشائهم فيلعبان بهم حتى إذا كثر عجبهم منهما طعن الحوت الثور بذنبه فبقره لهم عما يدعون ، فإذا انتهى إلى إخوانه سألوه كما تسألون الراكب يقدم عليكم من بلادكم ، فيقولون : ما فعل فلان ؟ فيقولون : أفلس ، فيقول : فما أهلك ماله فوالله إن كان لكيسا جموعا تاجرا ، فيقولون : إنا لا نعد المفلس ما تعدون ، إنما نعد المفلس من الأعمال ، فما فعل فلان وامرأته فلانة ؟ فيقول : طلقها ، فيقولون : فما الذي نزل بينهما حتى طلقها ؛ فوالله إن كان بها لمعجبا ، فيقولون : فما فعل فلان ؟ فيقول : مات أي مات قبلي بزمان ، فيقولون : هلك والله فلان والله ما سمعنا له بذكر ، إن لله تبارك وتعالى طريقين : أحدهما علينا ، والأخرى مخالف به عنا ، فإذا أراد الله تبارك وتعالى بعبد خيرا أمر به علينا فعرفنا متى مات ، وإذا أراد الله بعبد شرا خولف به عنا فلم نسمع له بذكر ، هلك والله فلان ؛ فإن هذا أدنى الشهداء عند الله منزلة والآخر خرج مسودا بنفسه ورحله يحب أن يقتل ويقتل أتاه سهم غرب فأصابه فذلك رفيق كعب : إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم يوم القيامة تحك ركبتاه ركبتيه ، وأفضل الشهداء رجل خرج مسودا بنفسه ورحله يحب أن يقتل ويقتل ، فقاتل حتى قتل قنصا فذاك يبعثه الله تعالى يوم القيامة شاهرا سيفه يتمنى على الله لا يسأله شيئا إلا أعطاه إياه " .
[ ص: 129 ]