397 - حدثنا أنا نصر بن علي الجهضمي قال : [ ص: 337 ] ثنا عبد الله بن داود سلمة بن نبيط عن نعيم بن أبي هند ، عن نبيط بن شريط ، عن سالم بن عبيد ، وكانت له صحبة قال : فليؤذن ، ومروا بلالا فليصل للناس " أو قال : بالناس ! أبا بكر
قال : ثم أغمي عليه ، فأفاق ، فقال : " حضرت الصلاة ؟ " فقالوا : نعم . فقال : " مروا فليؤذن ، ومروا بلالا فليصل بالناس " ! فقالت أبا بكر عائشة : إن أبي رجل أسيف ، إذا قام ذلك المقام بكى فلا يستطيع ؛ فلو أمرت غيره ! قال : ثم أغمي عليه فأفاق ، فقال : " مروا فليؤذن ، ومروا بلالا فليصل بالناس ؛ فإنكن صواحب أو صواحبات أبا بكر يوسف ! " قال : فأمر فأذن ، وأمر بلال فصلى بالناس . أبو بكر
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد خفة ، فقال : " انظروا لي من أتكئ عليه ! " فجاءت بريرة [ ص: 338 ] ورجل آخر ، فاتكأ عليهما . فلما رآه ذهب لينكص ، فأومأ إليه أن يثبت مكانه ، حتى قضى أبو بكر صلاته . أبو بكر
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ، فقال : والله ، لا أسمع أحدا يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض إلا ضربته بسيفي هذا ! قال : وكان الناس أميين ، لم يكن فيهم نبي قبله ، فأمسك الناس ، فقالوا : يا عمر سالم ، انطلق إلى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعه ! فأتيت وهو في المسجد ، فأتيته أبكي دهشا . فلما رآني قال : أقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : إن أبا بكر يقول : لا أسمع أحدا يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض إلا ضربته بسيفي هذا . فقال لي : انطلق ! عمر
فانطلقت معه ، فجاء هو والناس قد دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أيها الناس ، أفرجوا لي ! فأفرجوا له . فجاء حتى أكب عليه ومسه ، فقال : إنك ميت وإنهم ميتون ثم قالوا : يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، فعلموا أن قد صدق . قالوا : يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أيصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . فقالوا : وكيف ؟ قال : يدخل قوم فيكبرون ويصلون ويدعون ، ثم يخرجون . ثم يدخل قوم فيكبرون ويصلون ويدعون ، ثم يخرجون ، حتى يدخل الناس .
قالوا : يا صاحب رسول الله أيدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . قالوا : أين ؟ قال : في المكان الذي قبض الله فيه روحه ؛ فإن الله لم يقبض روحه إلا في مكان طيب . فعلموا أن قد صدق . ثم أمرهم أن يغسله بنو أبيه .
واجتمع المهاجرون يتشاورون ، فقالوا : انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار ندخلهم معنا في هذا الأمر ! فقالت الأنصار : منا أمير ومنكم أمير ، فقال عمر بن [ ص: 339 ] الخطاب رضي الله عنه : من له مثل هذه الثلاثة : ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا . من هما ؟ قال : ثم بسط يده ، فبايعوه وبايعه الناس بيعة حسنة جميلة أغمي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه فأفاق ، فقال : " حضرت الصلاة " ؟ فقالوا : نعم . فقال : " مروا .