8 - حدثنا ، قال : حدثنا سفيان بن وكيع جميع بن عمير بن عبد الرحمن العجلي - إملاء علينا من كتابه - قال : [ ص: 35 ] أخبرني رجل من بني تميم - من ولد أبي هالة زوج خديجة ، يكنى أبا عبد الله - عن ابن لأبي هالة ، عن رضي الله عنهما، قال : سألت خالي الحسن بن علي هند بن أبي هالة ، وكان وصافا ، عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به ، فقال : "
بادن متماسك ، سواء البطن والصدر ، عريض الصدر ، بعيد ما بين [ ص: 37 ] المنكبين ، ضخم الكراديس ، أنور المتجرد ، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط ، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك ، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر ، طويل الزندين ، رحب الراحة ، شثن الكفين والقدمين ، سائل الأطراف أو قال : شائل الأطراف .
خمصان الأخمصين ، مسيح القدمين ، ينبو [ ص: 38 ] عنهما الماء . إذا زال زال قلعا ، يخطو تكفيا ، ويمشي هونا . ذريع المشية ، إذا مشى كأنما ينحط من صبب ، وإذا التفت التفت جميعا . خافض الطرف ، نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء ، جل نظره الملاحظة . يسوق أصحابه ، ويبدأ من لقي بالسلام كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخما مفخما ، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر ، أطول من المربوع ، وأقصر من المشذب ، عظيم الهامة ، رجل الشعر ، إن انفرقت [ ص: 36 ] عقيقته فرق ، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره . أزهر اللون ، واسع الجبين . أزج الحواجب ، سوابغ من غير قرن ، بينهما عرق يدره الغضب . أقنى العرنين ، له نور يعلوه ، يحسبه من لم يتأمله أشم ، كث اللحية ، سهل الخدين ، ضليع الفم ، مفلج الأسنان ، دقيق المسربة . كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة ، معتدل الخلق . " .