696 - ثنا أبو أيوب الجنائري ، ثنا سعيد بن موسى ، حدثنا رباح بن زيد ، عن عن معمر ، عن الزهري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنس ، إن موسى بن عمران صلى الله عليه وسلم كان يمشي ذات يوم في طريق ، فناداه الجبار تبارك وتعالى : يا موسى فالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا ، ثم ناداه الثانية : يا موسى بن عمران ، فالتفت يمينا ، وشمالا فلم ير أحدا ، فارتعدت فرائصه ، ثم نودي الثالثة : يا موسى بن عمران ، إني أنا الله ، لا إله إلا أنا . فقال : لبيك ، وخر لله ساجدا . فقال : ارفع رأسك يا موسى بن عمران ، فرفع رأسه ، فقال : يا موسى ، إني أحببت أن تسكن في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي . يا موسى ، فكن لليتيم كالأب الرحيم ، وكن للأرملة كالزوج العطوف . يا موسى ، ارحم ترحم . يا موسى ، كما تدين تدان . قال : إلهي اجعلني نبي تلك الأمة . قال : نبيها منهم . قال : اجعلني من أمة ذلك النبي . قال : استقدمت واستأخروا يا موسى ، ولكن يا موسى سأجمع بينك وبينه في دار الجلال يا موسى ، نبئ بني إسرائيل أنه من لقيني وهو [ ص: 306 ] جاحد لمحمد أدخلته النار ولو كان خليلي إبراهيم وموسى كليمي . فقال : إلهي ومن أحمد ؟ فقال : يا موسى ، وعزتي وجلالي ، ما خلقت خلقا أكرم علي منه ، كتبت اسمه مع اسمي في العرش قبل أن أخلق السماوات والأرض والشمس والقمر بألفي ألف سنة . وعزتي وجلالي ، إن الجنة لمحرمة على جميع خلقي حتى يدخلها محمد وأمته . قال موسى : ومن أمة أحمد ؟ قال : أمته الحمادون ، يحمدون صعودا وهبوطا وعلى كل حال ، يشدون أوساطهم ، ، ويطهرون أطرافهم ، صائمون بالنهار ، رهبان بالليل ، أقبل منهم اليسير ، وأدخلهم الجنة بشهادة أن لا إله إلا الله . "