48 - (باب ذكر أخبار رويت عن رضي الله عنها) : عائشة
في إنكار رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم تسليما ، قبل نزول المنية بالنبي صلى الله عليه وسلم ، إذ أهل قبلتنا من الصحابة والتابعات والتابعين ومن بعدهم إلى من شاهدنا من العلماء من أهل عصرنا ، لم يختلفوا ولم يشكوا ولم يرتابوا أن جميع المؤمنين يرون خالقهم يوم القيامة عيانا ، وإنما اختلف العلماء : هل رأى النبي - صلى الله عليه وسلم خالقه ؟ عز وجل ، قبل نزول المنية بالنبي صلى الله عليه وسلم ، لا أنهم قد اختلفوا في رؤية المؤمنين خالقهم يوم القيامة ، فتفهموا المسألتين ، لا تغالطوا فتصدوا عن سواء السبيل .
1 - ( 323 ) : حدثنا قال : ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، قال : ثنا ابن علية عن داود بن أبي هند ، عن الشعبي ، قال : [ ص: 549 ] " كنت متكئا عند مسروق ، - رضي الله عنها - فقالت : عائشة أبا عائشة : ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية ، (قلت : وما هن ؟ قالت : من زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ، قال : وكنت متكئا فجلست فقلت : يا أم المؤمنين : انظريني ولا تعجلين ، ألم يقل الله : ولقد رآه بالأفق المبين ، ولقد رآه نزلة أخرى ؟
فقالت (رضي الله عنها) : أنا أول هذه الأمة ، سأل عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : " جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين [ ص: 550 ] المرتين ، رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض ، قالت : أو لم تسمع أن الله يقول : لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير قالت : أو لم تسمع أن الله يقول : وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا ( أو من وراء حجاب . . . . ) قرأت إلى قوله : علي حكيم ، قالت : ومن زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية ، والله تعالى يقول : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ، ( وإن لم تفعل فما بلغت ) . . . . . . قرأت إلى قوله والله يعصمك من الناس ، قالت : ومن زعم أنه يخبر الناس بما يكون في غد ، فقد أعظم على الله الفرية ، والله تعالى يقول : لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله يا .