54 - " باب ذكر ما كان من تخيير الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بين إدخال نصف أمته الجنة وبين الشفاعة فاختار النبي صلى الله عليه وسلم لأمته الشفاعة إذ هي أعم وأكثر وأنفع لأمته خير الأمم من إدخال بعضهم الجنة .
[ ص: 638 ] 1 - ( 384 ) : حدثنا قال : ثنا الربيع بن سليمان المرادي ، بشر - يعني ابن بكر - قال : حدثني قال : سمعت ابن جابر ، يقول : سمعت سليم بن عامر يقول : عوف بن مالك الأشجعي معاذ بن جبل ، وإذا بين أيدينا صوت ، كدوي الرحى ، أو كصوت القصباء حين تصيبها الريح ، فقال بعضنا لبعض : يا قوم اثبتوا حتى تصبحوا ، أو يأتيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلبثنا ما شاء الله ، ثم نادى أثم وأبو عبيدة بن الجراح ، ، معاذ بن جبل وأبو عبيدة ، وعوف بن مالك ، فقلنا ، يعني نعم - قال لم أجد في كتابي نعم - فأقبل إلينا ، فخرجنا نمشي معه لا نسأله عن شيء ، ولا يخبرنا ، حتى قعدنا على فراشه فقال : " أتدرون ما خيرني به ربي ، الليلة ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي [ ص: 639 ] الجنة ، وبين الشفاعة ، فاخترت الشفاعة فقلنا : يا رسول الله! ادع الله أن يجعلنا من أهلها قال : هي لكل مسلم " . أبو بكر : " نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فاستيقظت من الليل ، فإذا لا أرى في المعسكر شيئا أطول من مؤخرة رحل ، قد لصق كل إنسان ، وبعيره بالأرض ، فقمت أتخلل الناس ، حتى دفعت إلى مضجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا هو ليس فيه فوضعت يدى على الفراش ، فإذا هو بارد ، فخرجت أتخلل الناس ، وأقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرجت من العسكر ، كله فنظرت سوادا ، فمضيت ، فرميت بحجر ، فمضيت إلى السواد ، فإذا
قال وأنا أخاف أن يكون قوله : " سمعت أبو بكر : عوف بن مالك " وهما وإن بينهما معدي كرب .
[ ص: 640 ]