64 - " باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في إخراج شاهد أن لا إله إلا الله من النار " .
أفرق أن يسمع به بعض الجهال ، فيتوهم أن قائله بلسانه ، من غير تصديق قلب ، يخرج من النار ، جهلا ، وقلة معرفة بدين الله ، وأحكامه ، ولجهله بأخبار النبي صلى الله عليه وسلم مختصرها ومتقصاها ، وإنا لتوهم بعض الجهال أن شاهد لا إله إلا الله ، من غير أن يشهد أن لله رسلا وكتبا ، وجنة ، ونارا وبعثا وحسابا ، يدخل الجنة ، أشد فرقا إذ أكثر أهل زماننا ، لا يفهمون هذه الصناعة ، ولا يميزون بين الخبر المتقصى وغيره ، وربما خفي عليهم الخبر المتقصى . فيحتجون بالخبر المختصر ، يترأسون قبل التعلم قد حرموا الصبر على طلب العلم ، ولا يصبروا حتى يستحقوا الرئاسة فيبلغوا منازل العلماء .
[ ص: 694 ] 1 - ( 439 ) : حدثنا أبو حفص عمرو بن علي ، والعباس بن عبد العظيم العنبري ، وعمر بن حفص الشيباني ، وأبو الأزهر ، حوثرة بن محمد قالوا : ثنا حماد بن مسعده ، قال : ثنا عن عمران العمي ، عن الحسن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنس بن مالك " ما زلت أشفع إلى ربي ، ويشفعني حتى قلت : أى ربي . شفعني فيمن قال لا إله إلا الله فقال : يا محمد هذه ليست لك ولا لأحد ، وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا ، قال : لا إله إلا الله " .
هذا حديث وقال عمرو بن علي ، فقال : عمر بن حفص ، " إنما ذلك لي ، وعزتي وجلالي ورحمتي ، لا أدع في النار عبدا قال لا إله إلا الله " وقال عن أبو الأزهر عمران العمي وقال : " ولا لأحد هي لي ، فلا يبقى في النار أحد قال لا إله إلا الله ، إلا أخرج منها " وفي خبر عن حماد بن زيد ، معبد بن هلال ، في آخر الخبر ، وفي ذكر الزيادة التي زادها عن الحسن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنس ، فأقول : أى رب ، ائذن لي ، فيمن قال لا إله إلا الله قال : فيقال : ليس ذلك لك ، ولكن وعزتي وجلالي وكبريائي ، وعظمتي ، لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله " .
[ ص: 695 ] 2 - ( 440 ) : حدثناه أحمد بن عبدة ، قال ثنا حماد ، قال : ثنا معبد بن هلال العنزي ، خرجته بطوله ، في باب آخر.
قال " حتى قلت " يريد حتى أقول ، وقال أبو بكر : العباس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : " حتى أقول : أى رب - وقال - أما وعزتي وحلمي ورحمتي " .
[ ص: 696 ]