11 - ( 459 ) : حدثنا محمد بن بشار بندار ، ومحمد بن رافع ، وهذا حديث قال : ثنا بندار ، قال : ثنا حماد بن مسعدة ، عن ابن عجلان ، جوثة بن عبيد ، أن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنس بن مالك آدم عليه السلام ، يوم القيامة ، فيقال : اشفع لذريتك ، فيقول : لست بصاحب ذلك ، ائتوا نوحا ، فإنه أول الأنبياء وأكبرهم ، فيؤتى نوح فيقول : لست بصاحبه ، عليكم بإبراهيم ، فإن الله اتخذه [ ص: 720 ] خليلا فيؤتى إبراهيم فيقول : لست بصاحبه ، عليكم بموسى ، فإن الله كلمه تكليما ، قال : فيؤتى موسى ، فيقول : لست بصاحبه عليكم بعيسى ، فإنه روح الله وكلمته ، فيؤتى عيسى ، فيقول : لست بصاحب هذا ، ولكن أدلكم على صاحبه ، ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، وعلى جميع الأنبياء ، قال : فأوتى ، فأستفتح فإذا نظرت إلى الرحمن وقعت له ساجدا ، فيقال لي : ارفع رأسك يا محمد ، وقل ، يسمع ، واشفع ، تشفع ، وسل ، تعطه ، فأقول : يا رب أمتي ، قال : فيقال : اذهبوا ، فلا تدعوا في النار أحدا في قلبه مثقال دينار إيمان إلا أخرجتموه ، ويخرج ما شاء الله ، ثم أقع الثانية ساجدا ، قال : فيقال : ارفع يا محمد ، فقل يسمع ، واشفع تشفع ، وسل ، تعطه ، فأقول ، أى رب ، أمتي ، قال : فيقال : اذهبوا فلا تدعوا في النار أحدا في قلبه نصف دينار إيمان إلا أخرجتموه قال : فيخرج بذلك ما شاء الله ، قال : ثم أقع الثالثة ساجدا قال : فيقال : ارفع رأسك يا محمد ، وقل ، يسمع لك ، واشفع ، تشفع ، وسل ، تعطه ، قال : فأقول : يا رب ، أمتي فيقول : اذهبوا فلا تدعوا في النار أحدا في قلبه مثقال ذرة إيمان إلا أخرجتموه ، قال : فلا يبقى إلا من لا خير فيه (يؤتى - قال لنا مرة - ائتوا بندار عيسى ، وقال : فيقول : لست بصاحب ذلك ، وقال : مثقال ذرة من إيمان) سمعته من مرتين ، مرة في كتاب القواعد ، ومرة في كتاب بندار ابن عجلان .
قال قد اختلفوا في اسم هذا الشيخ ، فقال : بعضهم أبو بكر : جوثة بن عبيد ، ثنا قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرني عبد الله بن وهب ، أن عمرو بن الحارث حدثه (أن يزيد بن أبي حبيب جوثة) بن عبيد الأيلي ، [ ص: 721 ] أنه سمع يقول : أنس بن مالك (إن الله تبارك وتعالى إذا قضى بين خلقه ، فأدخل أهل الجنة ، الجنة وأدخل أهل النار ، النار ، سجد محمد صلى الله عليه وسلم ، فأطال السجود ، فينادى ارفع رأسك يا محمد ، اشفع ، تشفع ، وسل ، تعطه ، فيرفع رأسه ، فيقول : يا رب ، أمتي ، فيقول الله تعالى ، عز وجل للملائكة : أخرجوا لمحمد صلى الله عليه وسلم من أمته من كان في قلبه مثقال قيراط من إيمان فيخرجون ، ثم يسجد الثانية أطول من سجدته الأولى ، قال : فيقال : ارفع رأسك ، اشفع تشفع ، وسل تعطه ، فأقول : يا رب أمتي فيقول الله عز وجل للملائكة : أخرجوا من أمته من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان ، ثم يسجد الثالثة أطول من سجدته ، فينادى ارفع رأسك ، اشفع ، تشفع ، وسل ، تعطه فيقول : يا رب ، أمتي ، فيقول الله للملائكة : أخرجوا لمحمد صلى الله عليه وسلم من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ، فيعرضون عليه ، فيخرجونهم ، قد اسودوا وعادوا كالنصال المحرقة ، فيدخلون الجنة فينادي بهم أهل الجنة ، فيقولون : من هؤلاء الذين آذانا ريحهم ؟ فتقول الملائكة : هؤلاء الجهنميون ، [ ص: 722 ] وقد أخرجوا بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ، فيذهب بهم إلى نهر الحيوان فيغسلون ويتوضؤون ، فيعودون أناسا من الناس غير أنهم يعرفون) فقلت : يا وما الحيوان ؟ قال : نهر من أنهار الجنة ، هو من أدناها . أبا حمزة ،
قال هذه اللفظة (قد أبو بكر : اسودوا وعادوا كالنصال) من الجنس الذي أقول إن العود قد يكون بدءا ، لأن أهل النار لم يكونوا سودا كالنصال ، قبل أن يدخلوا النار ، وإنما اسودوا بعد ما احترقوا في النار فمعنى قوله : (وعادوا كالنصال المحرقة) أى صاروا كالنصال المحرقة ، فأوقع اسم العود ، وإنما معناه صاروا .
قال هذا الشيخ هو أبو بكر : جوثة بن عبيد ، كما قاله عن عمرو بن الحارث ، ، وقد روى يزيد بن أبي حبيب عياش بن عقبة الحضرمي عنه خبرا آخر ، حدثناه أبو هاشم زياد بن أيوب ، قال : ثنا أبو عبد الرحمن المقري ، قال : ثنا عياش بن عقبة [ ص: 723 ] الحضرمي ، وكان من أفاضل من لقيت بمصر ، قال : سمعت جوثة بن عبيد الأيلي يحدث عن قال : (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أنس بن مالك (سيقرأ القرآن رجال لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) .
[ ص: 724 ]