(  7  ) : وحدثنا  محمد بن العلاء أبو كريب ،  قال : حدثنا  أبو خالد ،  عن  ابن عجلان  ، عن أبيه ، عن  أبي هريرة  ، قال : (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :  " لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه أن رحمتي تغلب غضبي " .  
قال  أبو بكر :  فالله - جل وعلا - أثبت في آي من كتابه أن له نفسا ، وكذلك قد بين على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن له نفسا ، كما أثبت النفس في كتابه ، وكفرت الجهمية بهذه الآي ، وهذه السنن ،  وزعم بعض جهلتهم أن الله تعالى إنما أضاف النفس إليه على معنى إضافة الخلق إليه ، وزعم أن نفسه غيره ، كما أن خلقه غيره ، وهذا لا يتوهمه ذو لب وعلم ، فضلا عن أن يتكلم به . 
قد أعلم الله في محكم تنزيله أنه كتب على نفسه الرحمة ، أفيتوهم مسلم أن الله - تعالى - كتب على غيره الرحمة ؟ وحذر الله العباد نفسه ، أفيحل لمسلم أن  [ ص: 20 ] يقول : إن الله حذر العباد غيره ؟  أو يتأول قوله لكليمه موسى : واصطنعتك لنفسي  ، فيقول معناه : واصطنعتك لغيري من الخلوق ، أو يقول : أراد روح الله بقوله : ولا أعلم ما في نفسك  أراد ولا أعلم ما في غيرك ؟ هذا لا يتوهمه مسلم ، ولا يقوله إلا معطل كافر . 
				
						
						
