الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  تأويل قول الله تعالى : ( وإن كنتم مرضى )

                  قال الله - عز وجل - ثناؤه : ( وإن كنتم مرضى ) ، ولم يبين لنا - عز وجل - ذلك المرض من أي الأمراض هو في كتابه ، ولا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولكنا وجدناه مرويا عن عبد الله بن عباس .

                  70 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، عن زائدة بن قدامة ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، ( وإن كنتم مرضى ) ، قال : " هو المجدور وصاحب القرحة في سبيل الله - عز وجل - ، إذا خاف إن هو اغتسل بالماء أن يموت ، تيمم " .

                  فأعلمنا أنه هو المريض الذي يخاف عليه من الماء ، وقد وجدنا الله - عز وجل - أباح بالمرض الإفطار من الصيام في آية أخرى ، وهو قوله - عز وجل - : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) ، فكان المرض المراد في هذه الآية هو المرض المخوف مع الصيام فيه ، وكذلك المرض المراد في الآية الأخرى هو المخوف مع الوضوء منه .

                  وهذا قول مالك ، وأبي حنيفة ، وأبي يوسف ، ومحمد .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية