وقد اختلف أهل العلم في بني هاشم ، وهل دخلوا في الآية التي تلونا في أول هذا الكتاب أم لا ؟ الصدقة على موالي
فقال بعضهم : الصدقة لبني هاشم ممن ذكرناه ، وبعض الذاهبين إلى تحريم الصدقة على صلبية بني هاشم .
وقال بعضهم : الصدقة عليهم حرام ، وهم في حرمتها عليهم كمواليهم من بني هاشم في حرمتها عليهم ، وممن كان يقول بهذا القول فيما أملاه أبو يوسف ببغداد ، ولم يحك خلافا بينه وبين ولا من سواه من أصحابه . أبي حنيفة ،
وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يدل على صحة ما قال في ذلك [ ص: 380 ] 794 - حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : حدثنا قال : أخبرنا محمد بن كثير ، عن الثوري ، عن ابن أبي ليلى ، الحكم ، عن مقسم ، قال : استعمل ابن عباس ، أرقم بن أبي أرقم الزهري على الصدقات ، فاستتبع فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فسأله ، فقال : " يا أبا رافع ، إن الصدقة حرام على أبا رافع ، محمد وآل محمد ، وإن مولى القوم من أنفسهم " . عن
795 - حدثنا أبو بكرة ، قالا : حدثنا وإبراهيم بن مرزوق ، عن وهب بن جرير ، عن شعبة ، الحكم ، ابن أبي رافع ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن أبيه ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلا من بني مخزوم على الصدقة ، فقال لأبي رافع : اصحبني كيما تصيب منها قال : حتى آتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسأله ، فأتاه فسأله ، فقال : " إن آل محمد لا تحل لهم الصدقة ، وإن مولى القوم من أنفسهم " . عن
796 - حدثنا قال : حدثنا الربيع المرادي ، أسد ، قال : حدثنا ورقاء بن عمر ، عن قال : دخلت على عطاء ، رضي الله عنها ، فقالت : إن مولى لنا يقال له أم كلثوم ابنة علي هرمز ، أو كيسان أخبرني ، أنه مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعاني فجئت ، فقال : " " . يا أبا فلان ، إنا أهل بيت لا نأكل الصدقة ، وإن مولى القوم من أنفسهم ، فلا تأكل الصدقة
797 - حدثنا قال : حدثنا يحيى بن عثمان ، نعيم ، قال : حدثنا قال : حدثنا ابن المبارك ، سفيان ، عن عطاء بن السائب ، أم كلثوم ، عن مولى للنبي - صلى الله عليه وسلم - يقال له : ميمون ، أو مهران ، أنه قال : " يا ميمون ، أو يا مهران ، إنا أهل بيت نهينا عن الصدقة ، إن موالينا من أنفسنا فلا تأكل الصدقة " . عن
فهذه آثار ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فليس لأحد خلافها ، ولا القول بغيرها ، غير أن بعض من كان يذهب إلى بني هاشم من سوى أصحاب تحريم الصدقة على قد كان يبيحها لمواليهم ، ويحرمها عليهم أولى لما روينا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك [ ص: 381 ] . أبي حنيفة