يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) تأويل قول الله تعالى : (
فلم يبين لنا - عز وجل - كيفية تلك الصلاة في كتابه ، وبينها لنا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم .
308 - حدثنا قال : حدثنا أبو بكرة ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، عن شعبة ، الحكم ، قال : لقيني ابن أبي ليلى ، فقال : ألا أهدي لك هدية ؟ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلنا : قد عرفنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : " قولوا اللهم صل على كعب بن عجرة ، محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد " . عن [ ص: 179 ]
ففي هذا الحديث القصد في الصلاة إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم ، وليس ذلك عندنا على أن إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - خارج من ذلك ، بل هو داخل فيه ، وذلك عندنا كقول الله - عز وجل - : ( أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) ، فلم يكن ذلك على أن فرعون ليس في ذلك كهم ، وكالحديث المروي مزمارا من مزامير آل أبو موسى داود ، والمزامير إنما كانت لقد أوتي لداود - صلى الله عليه وسلم - لا لغيره من آله .
309 - حدثنا يونس ، قال : أخبرنا أن ابن وهب ، حدثه ، عن مالكا عن أبيه ، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عمرو بن سليم الزرقي ، قال : أخبرني أنهم أبو حميد الساعدي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قولوا اللهم صل على قالوا : يا رسول الله ، كيف نصلي عليك ؟ محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد " .
ففي هذا الحديث أيضا من قصده بالصلاة إلى آل إبراهيم كما في الحديث الأول ، ومنه أيضا صلاته على أزواجه وذريته وليسوا بأنبياء ، فذلك ينفي قول من وعلى غيره من سواه من الأنبياء صلى الله عليهم كما روي في ذلك عن كره الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم ، ابن عباس :
310 - حدثنا صالح بن عبد الرحمن الأنصاري ، قال : حدثنا قال : حدثنا سعيد بن منصور ، هشيم ، عن عثمان ، عن حكيم الأنصاري ، عن عن عكرمة ، " أنه نهى عن ذلك [ ص: 180 ] . ابن عباس
وفي وإن كانوا مختلفا فيهم ، فقوم يقولون : هم آله الذين حرم عليهم الصدقة . وقد روي ذلك عن صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله ، وسنأتي به في موضعه من كتابنا هذا إن شاء الله تعالى . زيد بن أرقم ،