وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دخول الطائفتين في الصلاة متفرقتين ما يوافق ما ذكرنا في الفصل الأول ، غير أنه لم يذكر فيها قضاء واحدة من الطائفتين شيئا غير ما صلته مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك أن :
375 - أبا أميه حدثنا ، قال : حدثنا جعفر بن عون الغمري ، عن هذا من ولد أبي عميس صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : سمعت عمرو بن حريث أبا بكر بن عبد الله بن أبي الجهم يحدث ، عن أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، الوليد بن عبد الملك كتب إلى رضي الله عنه - يأمره أن يسأل فقهاء من قبله من أهل عمر بن عبد العزيز - المدينة عن فأرسل صلاة الخوف ، إلى فقهائهم فسألهم ، فجاء عمر فاختلف عليه القول ، فقال : دع ما يقول هؤلاء ، حدثني عبيد الله بن عبد الله ، رضي الله عنه - ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " صلى بالناس صلاة الخوف ، فصلى بطائفة منهم فقاموا معه ، فصلوا ركعة ، ثم إنهم ركضوا ، وجاءت الطائفة الأخرى فصلوا معه الركعة الأخرى ، ثم جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتشهد وسلم ، فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتان وللناس ركعة ركعة " . عبد الله بن عباس -
376 - حدثنا علي بن شيبة ، قال : حدثنا قال : حدثنا قبيصة بن عقبة ، سفيان ، عن أبي [ ص: 202 ] بكر بن أبي الجهم ، قال : حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه " ابن عباس ، بذي قرد والمشركون بينه وبين القبلة " ، صلى بالناس صلاة الخوف ثم ذكر مثله .
377 - حدثنا علي بن شيبة ، قال : حدثنا قبيصة ، قال : حدثنا سفيان ، عن الركين بن الربيع ، القاسم بن حسان ، قال : أتيت ابن وديعة فسألته عن صلاة الخوف ، فقال : ائت فسله ، فلقيته فسألته ، فقال : " صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف في بعض أيامه فصف صف خلفه ، وصف موازي العدو ، فصلى بهم ركعة ثم ذهب هؤلاء إلى مصاف هؤلاء ، وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء فصلى بهم ركعة ثم سلم عليهم " . زيد بن ثابت عن
378 - حدثنا قال : حدثنا أبو بكرة ، مؤمل ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا الركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسان ، قال : سألت عبد الله بن وديعة عن قال : فانطلق إلى صلاة الخوف ، ثم ذكر مثله . زيد بن ثابت ،
وزاد : " فكانت للنبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتان ولهم ركعة ركعة .
379 - حدثنا علي بن شيبة ، قالا : حدثنا وأبو أمية ، قبيصة ، قال : حدثنا سفيان ، عن أشعث بن أبي الشعثاء ، عن الأسود بن هلال ، عن ثعلبة بن زهدم الحنظلي ، قال : " كنا مع سعيد بن العاص ، بطبرستان ، فقال : أيكم شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقام صلاة الخوف حذيفة ، فقال : أنا ، ثم ذكر مثل حديث زيد سواء غير أنه لم يقل : فكانت للنبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتان ولهم ركعة " . [ ص: 203 ]
380 - حدثنا قال حدثنا أبو بكرة ، مؤمل ، قال : حدثنا سفيان ، فذكر بإسناده مثله .
381 - حدثنا قال حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا معاوية بن عمرو الأزدي ، عن زائدة بن قدامة ، الأشعث ، فذكر بإسناده مثله .
382 - حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، عطية بن الحارث ، قال : محمد بن رماث ، قال : غزوت مع فسأل الناس أيكم شهد صلاة الخوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال سعيد بن العاص حذيفة : أنا ، ثم ذكر مثله ، وزاد : " فكانت للنبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتان ولهم ركعة " . حدثنا
383 - حدثنا قال : حدثنا أبو بكرة ، قال : حدثنا أبو داود الطيالسي ، عن المسعودي ، يزيد الفقير ، عن قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يلي العدو ، جابر بن عبد الله ، ثم ذكر مثل ذلك سواء .
ففي هذه الآثار دخول الطائفتين مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة إحداهما بعد الأخرى على ما في الآثار الأول ، ولم يذكر فيها القضاء ، فهذا عندنا على أنهم قد قضوا ركعة على ما في الآثار الأول ، وليس تركهم ذكر القضاء مما يدل على أنهم لم يقضوا إذ كان يحتمل قوله : " وللقوم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعة ركعة " .
وفي هذا الباب آثار أخر تركنا ذكرها ، لأنا لا نعلم أحدا من أهل العلم تعلق بها ولا ذهب إليها ، والآية التي تلوناها تدفعها .