24 - باب تقرب العبد إلى ربه ، عز وجل ، عند الدعاء بصالح عمله
187 - حدثنا أحمد بن خليد الحلبي ، ثنا محمد بن عيسى الطباع ، ثنا أشعث بن شعبة ، ثنا حنش بن الحارث ، عن أبيه ، عن رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : علي بن أبي طالب " أن ثلاثة نفر انطلقوا إلى حاجة لهم ، فأووا إلى غار في جبل ، فسقطت صخرة على باب الغار ، فسدت عليهم ، فقال : يا هؤلاء تذكرون أحسن أعمالكم ، فادعوا الله ، عز وجل ، بها لعل الله [ ص: 864 ] تعالى يفرج عنكم بها ، فقال أحدهم : اللهم إنه كان لي امرأة صديقة أطيل الاختلاف إليها حتى أدركت منها حاجتي فقالت : أذكرك الله تعالى أن تركب مني ما حرم الله عليك ، قلت : فأنا أحق أن أخاف ربي ، عز وجل ، فتركتها من مخافتك وابتغاء مرضاتك ، فإن كنت تعلم ذلك فافرج عنا ، فانصدع الجبل عنهم حتى طمعوا في الخروج ولم يستطيعوا الخروج ، وقال الثاني : اللهم كان لي أجراء يعملون عملا واحدا ويأخذون أجرا واحدا ، وإن أحدهم ترك أجره وزعم أنه أكثر أجرا من أصحابه فعزلت أجره من مالي ، فتلومني به حتى كان مالا وأشياء ، فأتاني بعدما افتقر وكبر ، فقال : أذكرك الله تعالى في أجري فإني أحوج ما كنت ، فطلعت به فوق بيت لي فأريته ما أنمى الله تعالى له من أجره من المال والماشية في الغائط - يعني الصحاري - فقلت له : هذا لك ، وهذا لك ، وهذا لك ، فقال : أتسخر بي أصلحك الله ؟ كنت أريدك على أقل من هذا مثابا علي ، قلت : أجل كنت تريدني على أقل من هذا فبلاني الله تعالى به حتى بلغ ما ترى ، فدفعته إليه يا رب من مخافتك وابتغاء مرضاتك ، فإن كنت تعلم ذلك فافرج عنا ، فانفرج الجبل عنهم حتى طمعوا في الخروج ولم يستطيعوا أن يخرجوا ، وقال الثالث : اللهم يا رب كان لي أبوان ضعيفان فقيران ليس لهما خادم ولا راع ولا ولي غيري ، فكنت أرعى لهما بالنهار وآوي إليهما بالليل ، وإن الكلأ نأى عني فتباعدت بالماشية فأتيتهما بعد ما ذهب الليل وناما ، فحلبت لهما ثم جلست عند رؤوسهما بإنائي كراهية أن أورقهما وأوذيهما حتى استيقظا من قبل أنفسهما ، فسقيتهما كما كنت أفعل ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك من مخافتك فافرج عنا ، فانصدع الجبل عنهم فخرجوا يتزلزلون " . هذا الحديث لم يرفعه عن حنش بن الحارث إلا أشعث بن شعبة وهو ثقة .
188 - حدثنا ، ثنا أبو زرعة الدمشقي ، ثنا أبو نعيم حنش بن الحارث ، عن أبيه ، عن ، مثله ولم يرفعه . [ ص: 865 ] علي