475  - 46 قال أبو الطيب أحمد بن روح :  وحدثني  أحمد بن خالد ،  عن  محمد بن سلمة الحراني ،  عن خصيف ،  عن  عكرمة ،  عن كعب  رحمه الله تعالى قال : " إن في بعض الكتب السالفة من كتب شيث بن آدم ،  أن آدم  قال : يا رب ، أرني الموت حتى أنظر إليه ،  فأوحى الله عز وجل : يا آدم  للموت صفات لا تقوى تنظر إليها لعظيم هولها ، وإني أنزل عليك أحسن صفاته لتنظر إليه ، فأوحى الله عز وجل إلى ملك الموت عليه السلام  [ ص: 943 ] أن اهبط على آدم  في صورتك التي تأتي الأنبياء ، والمصطفين الأخيار ، فأوحى الله عز وجل إلى جبريل  وإسرافيل ،  وملك الموت عليهم السلام أن اهبطوا على آدم ،  وهو جالس بين الجبال ، وقد هبط عليه الموت في صورة كبش أملح قد نشر من أجنحته أربعة أجنحة ، جناح في الثرى ، وجناح قد جاوز السماوات ، وجناح بالمشرق ، وجناح بالمغرب له صدر أبيض وأحمر ، وأصفر وأخضر وأسود ، وإذا الدنيا بحذافيرها وجبالها وغياضها وبحارها ، وإنسها وجنها ، وطيرها وهوامها ، والخافقين وما حوله ، والثرى وما حوله إلى المنتهى الذي علمه عند الله تعالى في نقرة صدره كالخردلة الملقاة في أرض فلاة ، وله أعين لا يفتحها إلا في موضعها ، وأجنحة لا ينشرها إلا في موضعها ، وأجنحة لا ينشرها إلا للأنبياء والمرسلين عليهم السلام ، وأجنحة لا ينشرها إلا في موضعها ، فأما أجنحة الأولياء وأهل طاعة الله فإنها البشرى الذين يبشرون بها في الحياة الدنيا ، وأما أجنحة الكفار ، فإنها سفافيد ومقاريض وكلاليب ، فلما نظر آدم  صلى الله عليه وسلم إلى ملك  [ ص: 944 ] الموت عليه السلام صعق ، وخر مغشيا عليه ، فأفاق بعد سبعة أيام يرشح عرقا كان في مجاري عروقه الزعفران ، فقال آدم  عليه السلام : يا رب ، ما أشد هذا وأهوله ، وهكذا تذوق ذريتي الموت . فأوحى الله عز وجل إليه : أعظم شأن ذريتك ، إنما يذوقون الموت على قدر أعمالهم ونوائبهم   " .  [ ص: 947 ]  [ ص: 946 ]  [ ص: 945 ]  [ ص: 948 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					