702 - 23 أخبرنا حدثنا أبو يعلى ، حدثنا العباس بن الوليد ، عن يزيد بن زريع ، عن سعيد ، - رحمه الله تعالى - قال : " قتادة ، جعلها زينة السماء ، وجعلها يهتدى بها ، وجعلها رجوما للشياطين ، فمن تعاطى فيها غير ذلك فقد قلل رأيه ، وأخطأ حظه ، وأضاع نصيبه ، وتكلف ما لا علم له به ، وإن ناسا جهلة بأمر الله تعالى قد أحدثوا في هذه النجوم كهانة ، من غرس بنجم كذا وكذا كان كذا ، ومن ولد بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا ، ولعمري ! ما من نجم إلا يولد به القصير والطويل ، والأحمر والأبيض ، والحسن والدميم ، وما علم هذه النجوم وهذه الدابة ، وهذه الطير شيئا من [ ص: 1227 ] الغيب والقضاء ، لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله . إن الله تبارك وتعالى خلق هذه النجوم لثلاث خصال :
ولعمري ! آدم الذي خلقه الله بيده ، وأسجد له ملائكته ، وعلمه أسماء كل شيء ، وأسكنه الجنة يأكل منها رغدا حيث شاء ، ونهي عن شجرة واحدة ، فلم يزد به البلاء حتى وقع بما نهي عنه ، لو أن أحدا علم الغيب لعلم سليمان بن داود - عليهما السلام - ، فلبثت تعمل حولا في أشد العذاب ، وأشد الهوان ، لا يشعرون بموته ، فما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل من منسأته - أي تأكل عصاه - فلما خر تبينت الجن : أن لو كانت الجن تعلم الغيب ، ما لبثوا في العذاب المهين ، وكانت الجن تقول مثل ذلك ، إنها كانت تعلم الغيب ، وتعلم ما في غد ، فابتلاهم الله - عز وجل - بذلك ، وجعل موت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - للجن عظة ، وللناس عبرة " . [ ص: 1228 ] ولو كان أحد يعلم الغيب لعلم الجن حيث مات