986 - 2 حدثنا قال : حدثني الوليد ، أبو الضحاك ، حدثنا يونس ، حدثنا حدثنا ابن وهب ، ابن زيد ، قال : " جبريل - عليه السلام - إلى نمرود فقال له : إن ربك يأمرك أن تعبده ، ولا تشرك به شيئا . فقال : أبرز أنت وصاحبك إن كنت صادقا ، قال له : موعدك بالغداة ، فقال : من أين تأتي جموعكم ؟ قال : من نحو المشرق " . قال : " فذهب يجمع ، وكان إذا جمع فلم يسل الوادي من أبوال دوابهم [ ص: 1512 ] غضب ، ورجع ، فجمع جمعا لم يجمع مثله ، فأتاه بعث الله - تبارك وتعالى - جبريل - عليه السلام - فقال له : إن جموع ربك قد أتت " . قال : " فأوحى الله - عز وجل - إلى خازن البعوض أن افتح منه بابا ، فخرج منه مثل السحاب ، فأوحى الله - عز وجل - إليهم أن كلوهم ودوابهم ، ولا تقربوه احتبسوه " ، قال : " فاحتبست الشمس أن تطلع ساعة ، فقال : ما للشمس لا تطلع ؟ فقال : حال بينك وبينها جنده الذين بعثهم إليك ، وما بعث إليك إلا أضعف جند هو له ، فغشيهم مثل السحاب ، فما انجلين إلا عن عظام تلوح منهم ، ومن دوابهم ، " قال : " فازداد طغيانا إذ لم يمسه ، ورجع فنام ، فأوحى الله - عز وجل - إلى بعوضة أن اقرصي شفته فقرصتها ، فحكها فطمرت ، وتورمت " . قال : " فدعا الأطباء قالوا : ما لها دواء إلا أن تشقها فشقها ، فسقطت شقة ها هنا ، وشقة ها هنا ، ثم أوحى الله - عز وجل - إليها أن اقرصي شفته العليا ، فقرصتها فطمرت أيضا وتورمت " . قال : " فدعا الأطباء ، فقالوا : ما لها دواء إلا أن تصنع ما صنعت بالشفة ، قال : ففعل ذلك ، ثم أوحى الله - عز وجل - إليها أن اقرصي أنفه ، فقرصته ، فطمرت أنفه ، فدعا الأطباء ، فقالوا : ما نعلم لها دواء إلا أن تشقها ، قال : " فشقها " . قال : " فصار وجهه ستة شقوق ونام ، فأوحى الله - عز وجل - إليها [ ص: 1513 ] أن ادخلي ، فقعي على دماغه ، وكلي حتى يأتيك أمري " ، قال : " ففعلت ذلك " ، قال : " فكان أرحم الناس به ، الذي يدق فوق رأسه ما استطاع " ، قال : " فعمره الله تعالى في ذلك أربعمائة سنة ، مثل ما ملكه أربعمائة سنة ، والبعوض في رأسه ، وكانت تأكل حتى صارت مثل الفأرة العظيمة " . [ ص: 1514 ]