1073 - حدثنا ، قال : حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار أحمد بن الوليد الفحام ، قال : حدثنا قال : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، أبو عبيدة الناجي ، أنه سمع يقول : قال الحسن قوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا لنحب ربنا عز وجل فأنزل الله عز وجل :
قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم .
فجعل الله عز وجل محمد صلى الله عليه وسلم علما لمحبته وأكذب من خالفه ثم جعل على كل قول دليلا من عمل يصدقه ومن عمل يكذبه يعلم نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من عباده الإيمان : [ ص: 791 ] اتباع نبيه قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون .
فأعلمه في هذه الآية أن وبما في كتبه من الشرائع والأحكام والفرائض وأن ذلك هو الإيمان والإسلام ثم قال : الإيمان بالله هو الإيمان بما أنزل عليه وبما أنزل من قبله على رسل الله
ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين .
ففي هذا دليل على أن في هذه الآية وذلك أن الله عز وجل قد أخبرنا أنه ليس يقبل قولا إلا بعمل . الإيمان قول وعمل ليس ينفصل الإسلام من العمل
قال الله عز وجل : إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه .
فأخبرنا عز وجل أنه لا يقبل قولا طيبا إلا بعمل صالح أو عملا صالحا إلا بقول طيب لأنه قال في آية أخرى :
من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة .
[ ص: 792 ] فلا قول أزكى ولا أطيب من التوحيد ولا عمل أصلح ولا أفضل من أداء الفرائض واجتناب المحارم .
فإذا قال قولا حسنا أو عمل عملا حسنا رفع الله قوله بعمله ، وإذا قال قولا حسنا وعمل عملا سيئا رد الله قوله على العمل وذلك في كتاب الله عز وجل فأنزل الله عز وجل :
إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه .