98 - باب قيام شهر رمضان
816 - أخبرنا ، حدثنا أبو الحسين بن بشران عبد الصمد بن علي بن مكرم ، حدثنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الواحد بن شريك : وأخبرنا ، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، حدثنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدثنا عبيد بن شريك ، حدثنا يحيى بن بكير ، عن الليث عقيل ، عن أنه قال : أخبرني ابن شهاب أن عروة بن الزبير زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن عائشة ( رضي الله عنه ) عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة في جوف الليل يصلي في المسجد ، فصلى رجال بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا بذلك ، فاجتمع أكثر منهم ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة الثانية ، فصلى ، فصلوا معه ، فأصبح الناس فتحدثوا بذلك ، وكثر أهل المسجد في الليلة الثالثة ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته ، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله ، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفق رجال منهم يقولون : الصلاة ! فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الصبح ، فلما قضى صلاة الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال : " أما بعد . . فإنه لم يخف علي شأنكم ولكن خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها " . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغبهم في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة أمر فيه فيقول : " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك ، ثم كان الأمر على ذلك خلافة أبي بكر ( رضي الله عنه ) وصدرا من خلافة ،
816 - قال : فأخبرني عروة - وكان من عمال عبد الرحمن بن عبد القاري وكان يعمل مع عمر [ ص: 297 ] على بيت مال المسلمين - : أن عبد الله بن الأرقم خرج ليلة في رمضان فخرج معه عمر بن الخطاب فطاف في المسجد وأهل المسجد أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط . قال عبد الرحمن : والله إني لأظن لو جمعناهم على قارئ واحد لكان أمثل . ثم عزم على أن يجمعهم على قارئ واحد فأمر عمر أن يقوم بهم في رمضان ، فخرج أبي بن كعب والناس يصلون بصلاة قارئ لهم ومعه عمر ، فقال عبد الرحمن بن عبد القاري : " نعمت البدعة هذه ، والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون - يريد آخر الليل - ، وكان الناس يقومون في أوله " ، . لفظ حديث عمر . ابن بشران
817 - قلت : قد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه إنما منعه أن يصلي بهم في الليلة الرابعة خشية أن تفرض عليهم ، فلما قبضه الله عز وجل إلى رحمته تناهت فرائضه ، فلم يخف ( رضي الله عنه ) من ذلك ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخافه ، ورأى أن جمعهم على قارئ واحد أمثل فجمعهم . ولم يكن فيما صنع خلاف ما مضى من كتاب أو سنة أو إجماع ، فلم يكن بدعة ضلالة بل كان إحداث خير له أصل في السنة ، وهي ما ذكرنا من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في خبر عمر ثلاث ليال وفي خبر أبي ذر ، وزيادة تحريض عليها وذكر ما فيها من الفضل وزيادة الأجر . عائشة
818 - أخبرنا ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك ، حدثنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود وهيب ، عن ، عن داود بن أبي هند الوليد بن عبد الرحمن ، عن ، عن جبير بن نفير ، قال : أبي ذر صمنا [ ص: 298 ] مع رسول الله صلى الله عليه وسلم [رمضان ] فلم يقم بنا شيئا من الشهر حتى إذا كانت ليلة أربع وعشرين السابع مما يبقى صلى بنا حتى إذا كاد أن يذهب ثلث الليل ، فلما كانت ليلة خمس وعشرين لم يصل بنا ، فلما كانت ليلة ست وعشرين الخامسة مما يبقى صلى بنا حتى كاد أن يذهب شطر الليل . فقلت : يا رسول الله ! لو نفلتنا بقية ليلتنا ؟ فقال : " لا . إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " ، فلما كانت ليلة سبع وعشرين لم يصل بنا ، فلما كانت ليلة ثمان وعشرين ، أظنه قال : جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله واجتمع له الناس ، فصلى بنا حتى كاد أن يفوتنا الفلاح ، ثم يا ابن أخي لم يصل بنا شيئا من الشهر . قال : والفلاح : السحور .
818 - كذا رواه وهيب وجماعة . ورواه عن حماد بن سلمة داود ، " فجعل قيامه ليلة ثلاث وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين " .
819 - قلت : " ثم من أهل العلم من زعم أن صلاة التراويح بالانفراد أفضل لمن كان قارئا [لكتاب ] الله محتجا بما " :
820 - أخبرنا حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب عمران بن موسى ، حدثنا ، حدثنا عبد الأعلى بن حماد وهيب ، حدثنا ، قال : سمعت موسى بن عقبة ، عن أبا النضر ، عن بسر بن سعيد أن زيد بن ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة قال : حسب أنه قال : من حصير في رمضان ، فصلى فيها ليالي ، فصلى بصلاته ناس من أصحابه ، فلما علم بهم جعل يقعد ، فخرج إليهم ، فقال : " قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم فصلوا أيها الناس في بيوتكم ، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة " . [ ص: 299 ] ، ومنهم من زعم أن صلاة الجماعة أفضل بكل حال لما ذكرنا من حديث ولما مضى في حديث فضل الجماعة وحديث أبي ذر على سائر النوافل وعلى صلاة التراويح حين كان يخشى أن تفترض ، فلما تناهت الفرائض بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأقيمت بها جماعة ففعلها في الجماعة أفضل ، والله أعلم . زيد بن ثابت
821 - وأخبرنا ، أخبرنا أبو طاهر الفقيه أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ، حدثنا ، أخبرنا محمد بن عبد الوهاب ، حدثنا خالد بن مخلد ، حدثني محمد بن جعفر ، عن يزيد بن خصيفة ، قال : " كنا نقوم في زمان السائب بن يزيد ( رضي الله عنه ) بعشرين ركعة والوتر " . عمر بن الخطاب
* * *