الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            معلومات الكتاب

                                                            الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع

                                                            الخطيب البغدادي - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت

                                                            صفحة جزء
                                                            323 - أنا علي بن أبي علي البصري ، أنا إسماعيل بن سعيد المعدل قال : قال أبو بكر بن الأنباري : قولهم : جلساء فلان كأنما على رؤوسهم الطير ، في هذا قولان : أحدهما : أن يكون المعنى أنهم يسكنون فلا يتحركون ، ويغضون أبصارهم ، والطير لا يقع إلا على ساكن ، يقال للرجل إذا كان حليما وقورا : إنه لساكن الطير الطائر ، أي كأن على رأسه طيرا لسكونه . والقول الثاني : أن الأصل في قولهم : كأنما على رؤوسهم الطير ، أن سليمان بن داود كان يقول للريح : أقلينا ، وللطير : أظلينا ، فتقله وأصحابه الريح ، وتظلهم الطير . وكان أصحابه يغضون أبصارهم هيبة له وإعظاما ، ويسكنون فلا يتحركون ، ولا يتكلمون بشيء إلا أن يسألهم عنه فيجيبوا ، فقيل للقوم إذا سكنوا : هم علماء وقراء كأنما على رؤوسهم الطير ، تشبيها بأصحاب سليمان عليه السلام ، ومن ذلك الحديث [ ص: 193 ] الذي يروى : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم أطرق جلساؤه ، كأنما على رؤوسهم الطير " .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية