99 - ووجدت في آخر جزء فيه حديث جعفر بن محمد بن نصير الخلدي هذه الحكاية بخط كاتب الجزء ، قال : رأيتها في آخر الجزء ، ورأيت بخط أبي بكر بن شاذان ، سمع ابني هذه الحكاية : حدثني من أثق به قال : كنا نغسل ميتا وهو على سريره ، فكشفنا عنه الثوب فسمعناه يقول : الحسن ، هو على عرشه وحده . قال : (فتفرقنا) من عظم ما سمعنا ، ثم رجعنا فغسلناه. هو على عرشه وحده
[ ص: 191 ] فقد وضح الحق في هذه المسألة بحمد الله ، من الحجج القاطعة ، من الآيات الباهرة ، والأخبار المتواترة ، وإجماع الصحابة لما ذكروه في أشعارهم ، ومنثور كلامهم ، من قول أئمتهم وعامتهم ، وروايتهم للسنة في ذلك ، قابلين لها ، مؤمنين بها ، مصدقين بما فيها ، لم ينكر ذلك منهم منكر ، ولا اعترض منهم عليه معترض ، ثم من بعدهم عصرا بعد عصر ، حتى قال الإمامان ، أبو زرعة : هذا ما أدركنا عليه العلماء في جميع الأمصار ، وأبو حاتم حجازا ، وعراقا ، وشاما ، ويمنا ، ولم يخالف في ذلك غير مبتدع غال ، أو مفتون ضال ، وأول من خالف في ذلك فيما علمنا ، فعاب ذلك عليه وعلى أصحابه الأئمة من العلماء ، والسادة من الفقهاء ، واستعظموا قولهم وبدعتهم ، ثم إن الجهم بن صفوان الجهمية مضطرون إلى موافقة أهل الإسلام على رفع أيديهم في الدعاء ، وانتظار الفرج من السماء ، وقول سبحان ربي الأعلى ، وتلاوة ما يدل على ذلك من كلام الله تعالى ، وسنة رسوله المصطفى ، ثم لا يزالون يسمعون من السنة ما يقرع رؤوسهم ، ويحزن قلوبهم ، ويسمعون من عامة المسلمين في أسواقهم ومحاوراتهم من ذلك ما يغيضهم ، لا يستطيعون له ردا ، ولا يجدون من سماعه بدا ، وليس لهم في بدعتهم هذه حجة من كتاب ولا سنة ، ولا قول صحابي ، ولا إمام مرضي ، إلا اتباع الهوى ، ومخالفة سنة المصطفى وأئمة الهدى ، ومن وفقه الله تعالى لسلوك صراطه المستقيم ، والاقتداء بنبيه الصادق الأمين ، واتباع صحابته الغر الميامين ، ورضي لنفسه بما رضي به أئمة المسلمين ، وعامة المؤمنين ، أراح نفسه في الدنيا من مخالفة المسلمين ، وفي الآخرة من العذاب الأليم ، وأتاه الله الأجر العظيم ، وهداه إلى الصراط المستقيم ، وأنعم عليه بمرافقة النبيين وأصحاب اليمين ، بدليل قول الله [ ص: 192 ] تعالى: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، جعلنا الله سبحانه ممن هداه إلى صراطه المستقيم ، ووفق لاتباع رضا رب العالمين ، والاقتداء بنبيه محمد خاتم النبيين ، والسلف الصالحين ، برحمته آمين.
آخر الجزء ، والحمد لله وحده ، وصلى الله على من لا نبي بعده .