281 - أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أخبرنا أنا عبد الغافر بن محمد نا محمد بن عيسى نا إبراهيم بن محمد بن سفيان حدثني مسلم بن الحجاج نا زهير بن حرب نا عمر بن يونس الحنفي حدثني عكرمة بن عمار أبو زميل هو سماك الحنفي حدثني حدثني عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه قال : عمر بن الخطاب بدر نظر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا فاستقبل نبي الله صلى الله تعالى عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه : اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم آتني ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاه فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال : يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله عز وجل [ ص: 228 ] ( أبو بكر إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ) فأمده الله بالملائكة قال : فحدثني أبو زميل قال : بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول أقدم حيزوم إذ نظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا فنظر إليه فإذا قد حطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط فاخضر ذلك أجمع فجاء الأنصاري فحدث ذلك رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال : صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين قال : ابن عباس قال أبو زميل فلما أسروا الأسارى قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : ابن عباس : ، لأبي بكر وعمر : ما ترون في هؤلاء الأسارى ؟ فقال يا نبي الله هم بنو العم والعشيرة أرى أن تأخذ منهم فدية فيكون لنا قوة على الكفار فعسى الله أن يهديهم للإسلام فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : ما ترى يا أبو بكر : قلت : لا والله يا رسول الله ما أرى الذي رأى ابن الخطاب ؟ ولكني أرى أن تمكننا [ ص: 229 ] فنضرب أعناقهم فتمكن أبو بكر عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكنني من فلان نسيبا لعمر فأضرب عنقه فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها وهوي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ما قال ولم يهو ما قلت : فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أبو بكر : قاعدين يبكيان قلت : يا رسول الله أخبرني من شيء تبكي أنت وصاحبك ؟ فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : أبكي للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة شجرة قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله : ( وأبو بكر ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ) إلى قوله : ( فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا ) فأحل الله الغنيمة لهم . لما كان يوم .