[ ص: 425 ] 80 - فصل
[
nindex.php?page=treesubj&link=32654كيف نرد عليهم إذا تحقق لدينا أنهم قالوا : " السلام عليكم " ] .
هذا كله إذا تحقق أنه قال : السام عليكم ، أو شك فيما قال ، فلو تحقق السامع أن الذمي قال له : " سلام عليكم " لا شك فيه ، فهل له أن يقول : وعليك السلام ، أو يقتصر على قوله : " وعليك ؟ " فالذي تقتضيه الأدلة الشرعية وقواعد الشريعة أن يقال : له وعليك السلام ، فإن هذا من باب العدل والله يأمر بالعدل والإحسان .
وقد قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=86وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ،
[ ص: 426 ] فندب إلى الفضل ، وأوجب العدل ولا ينافي هذا شيئا من أحاديث الباب بوجه ما ، فإنه - صلى الله عليه وسلم - إنما أمر بالاقتصار على قول الراد " وعليكم " بناء على السبب المذكور الذي كانوا يعتمدونه في تحيتهم ، وأشار إليه في حديث
عائشة رضي الله عنها فقال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10350335ألا ترينني قلت : وعليكم ، لما قالوا : السام عليكم ؟ " ثم قال : " إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا : وعليكم " والاعتبار وإن كان لعموم اللفظ فإنما يعتبر عمومه في نظير المذكور لا فيما يخالفه .
قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=8وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول ، فإذا زال هذا السبب وقال الكتابي : سلام عليكم ورحمة الله فالعدل في التحية يقتضي أن يرد عليه نظير سلامه وبالله التوفيق .
[ ص: 425 ] 80 - فَصْلٌ
[
nindex.php?page=treesubj&link=32654كَيْفَ نَرُدُّ عَلَيْهِمْ إِذَا تَحَقَّقَ لَدَيْنَا أَنَّهُمْ قَالُوا : " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ " ] .
هَذَا كُلُّهُ إِذَا تَحَقَّقَ أَنَّهُ قَالَ : السَّامُ عَلَيْكُمْ ، أَوْ شَكَّ فِيمَا قَالَ ، فَلَوْ تَحَقَّقَ السَّامِعُ أَنَّ الذِّمِّيَّ قَالَ لَهُ : " سَلَامٌ عَلَيْكُمْ " لَا شَكَّ فِيهِ ، فَهَلْ لَهُ أَنْ يَقُولَ : وَعَلَيْكَ السَّلَامُ ، أَوْ يَقْتَصِرَ عَلَى قَوْلِهِ : " وَعَلَيْكَ ؟ " فَالَّذِي تَقْتَضِيهِ الْأَدِلَّةُ الشَّرْعِيَّةُ وَقَوَاعِدُ الشَّرِيعَةِ أَنْ يُقَالَ : لَهُ وَعَلَيْكَ السَّلَامُ ، فَإِنَّ هَذَا مِنْ بَابِ الْعَدْلِ وَاللَّهُ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ .
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=86وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ،
[ ص: 426 ] فَنَدَبَ إِلَى الْفَضْلِ ، وَأَوْجَبَ الْعَدْلَ وَلَا يُنَافِي هَذَا شَيْئًا مِنْ أَحَادِيثِ الْبَابِ بِوَجْهٍ مَا ، فَإِنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّمَا أَمَرَ بِالِاقْتِصَارِ عَلَى قَوْلِ الرَّادِّ " وَعَلَيْكُمْ " بِنَاءً عَلَى السَّبَبِ الْمَذْكُورِ الَّذِي كَانُوا يَعْتَمِدُونَهُ فِي تَحِيَّتِهِمْ ، وَأَشَارَ إِلَيْهِ فِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10350335أَلَا تَرَيْنَنِي قُلْتُ : وَعَلَيْكُمْ ، لَمَّا قَالُوا : السَّامُ عَلَيْكُمْ ؟ " ثُمَّ قَالَ : " إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَقُولُوا : وَعَلَيْكُمْ " وَالِاعْتِبَارُ وَإِنْ كَانَ لِعُمُومِ اللَّفْظِ فَإِنَّمَا يُعْتَبَرُ عُمُومُهُ فِي نَظِيرِ الْمَذْكُورِ لَا فِيمَا يُخَالِفُهُ .
قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=8وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ ، فَإِذَا زَالَ هَذَا السَّبَبُ وَقَالَ الْكِتَابِيُّ : سَلَامٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَالْعَدْلُ فِي التَّحِيَّةِ يَقْتَضِي أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ نَظِيرَ سَلَامِهِ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ .