374 - وقال في رواية : احتجوا علي يومئذ " حنبل تجيء البقرة يوم القيامة " ، " [ ص: 397 ] وتجيء تبارك " [ ص: 398 ] فقلت لهم : هذا الثواب فقد نص أحمد على المعنى الذي ذكرنا وقد قال قوم : إن الهاء في قوله : " خرج منه " يعود على العبد ، وخروجه منه وجودة متلوا على لسانه ، محفوظا في صدره ، مكتوبا بيده وهذا غلط لوجهين : أحدهما : أنه وصف الخارج بأنه كلام الله ، وهذه الصفة لا يصح خروجها من غير الله تعالى ، والذي يظهر من التالي هو التلاوات ، والتلاوات على قولهم ليست بقرآن ، وإنما هي تلاوة للقرآن ، والتلاوة عندهم غير القرآن ، فلا يصح هذا التأويل .
والثاني : أن قائلا لو قال : ما تقرب إلي زيد بشيء أفضل من شيء خرج منه ، وهو عمله ، فإن ذلك يرجع إلى أن يكون العلم الخارج من زيد ، كذلك ها هنا [ ص: 399 ] .