50 - ودليل آخر، ما روى أبو هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: وعبد الله بن عمرو، "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين". فوجه الدلالة أنه منع التأويل في ذلك. [ ص: 70 ] [ ص: 71 ]
فإن قيل: إنما منع تأويل الجاهلين ولسنا جهالا بالتأويل، قيل: بل الجهالة حاصلة بالتأويل بدليل ما تقدم من قوله: ( وما يعلم تأويله إلا الله )
دليل آخر على أن الصحابة ومن بعدهم من التابعين حملوها على ظاهرها ولم يتعرضوا لتأويلها، ولا صرفها عن ظاهرها، فلو كان التأويل سائغا لكانوا أسبق لما فيه من إزالة التشبيه، ورفع الشبهة، بل قد روي عنهم ما دل على إبطاله. إبطال التأويل: