عجبت لحر النفس كيف يضام وحر يخاف العتب وهو ينام وراض بأوساط الأمور تقاعدا
وفيه إلى غاياتهن قيام يسمون عيشا في الخمول سلامة
وصحة أيام الخمول سقام ويستبعدون الرزق طالت به يد
إذا أسمن الأجسام وهو سمام جزى الله خيرا عارفا بزمانه
تجاربه قد شبن وهو غلام دع الناس فيما أجمعوا بعض واحد
فنقصك مما لا يعد تمام
إخواني : الدنيا دار قلعة لا حصن قلعة ، فرحها يحول وترحها يطول ، لو صحت فكرة عشاقها في مقابح أخلاقها لرفضوها لعيوبها وهجروها لذنوبها ، ولكنهم لم ينظروا عيب عيبها ولم يعلموا خضاب شيبها .
تبت إلى خالقي أفر من الـ ـدنيا وإني بها لمغتر
تضحك لي خدعة لأتبعها وهي عن الموبقات تفتر
إخواني : فيكم من يترك ما يهوى لما يأمل ؟
وحتم قسمة الأرزاق فينا وإن ضعف اليقين من القلوب
وكم من طالب رزقا بعيدا أتاه الرزق من أمر قريب
فأجمل في الطلاب وكن رفيقا بنفسك في معالجة الخطوب
فما الإنسان إلا مثل شلو تواكله النوائب بالنيوب
فغربان المنية إن نعتها فليس بفائت رجم المشيب
قال علي بن عبيدة : لولا لهب من الحرص ينشأ في القلوب لا يملك الاعتبار أطفأ توقده ، ما كان في الدنيا عوض من يوم يضيع فيها يمكن فيه العمل الصالح .
الرأي أخذك بالحزامة في الذي تبغي فقصرك ميتة وذهاب
غلب الفساد على العقول فكذبت صدق الأنام وصدق الكذاب
ضربوا الجماجم بالسيوف على الذي يفنى وطال عن الهوى الإضراب
وتغرنا آمالنا فنخالها ماء يموج وكلهن سراب
قد أصبحت ونعاتها نعاتها وكذلك الدنيا تخيب سعاتها
كدارة أحزانها ضرارة أشجانها مرارة ساعاتها
فمتى ينبه من رقاد مهلك من قد أضر بعينه هجعاتها
من يغتبط بمعيشة وأمامه نوب تطيل عناءه فجعاتها
وإذا رجعت إلى النهى فذواهب الـ ـأيام غير مؤمل رجعاتها
[ ص: 318 ] أوما تفيق من الغرام بعارك مشهورة مع غيرنا وقعاتها
يا آدمي أتدري ما منيت به أم دون ذهنك ستر ليس ينجاب
يوم ويوم ويفنى العمر منطويا عام جديب وعام فيه إخصاب
فلا تغرنك الدنيا بزخرفها فأريها إن بلاها غافل صاب
والحزم يجني أمورا كلها شرف والحرص يجني أمورا كلها عاب