في فضل رضي الله عنه أبي بكر الصديق
الحمد لله الذي أحكم بحكمته ما فطر وبنى وقرب من خلقه برحمته ودنا ، ورضي الشكر من بريته لنعمته ثمنا ، وأمرنا بخدمته لا لحاجته بل لنا ، يغفر الخطايا لمن أسا وجنا ، ويجزل العطايا لمن كان محسنا ، بين لقاصديه سبيلا ، وسننا ووهب لعابديه جزلا يقتنى ، وأثاب حامديه ألذ ما يجتنى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا .
أحمده مسرا للحمد ومعلنا ، وأصلي على رسوله محمد أشرف من تردد بين جمع ومنى ، وعلى صاحبه أبي بكر المتخلل بالعبا راضيا بالعنا ، وهو الذي أراد بقوله تعالى وعنى ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا وعلى المجد في عمارة الإسلام فما ونى ، وعلى عمر الراضي بالقدر وقد دخل بالفناء الفنا ، وعلى علي الذي إذا بالغنا في مدحه فالفخر لنا ، وعلى عمه العباس الذي أسس الله قاعدة الخلافة لبنيه وبنى . عثمان
إلا تنصروه فقد نصره الله إلا تنصروه بالنفير معه قال الله تعالى فقد نصره الله أي أعانه على أعدائه إذ أخرجه الذين كفروا أي اضطروه إلى الخروج بقصدهم إهلاكه ثاني اثنين قال المعنى فقد نصره الله أحد اثنين ، أي نصره منفردا إلا من أبي بكر ، وهذا معنى قول الزجاج : عاتب الله أهل الأرض جميعا في هذه الآية غير أبي بكر . الشعبي :
فأما الغار فهو النقب في الجبل . وهذا الغار في جبل ثور بمكة ، وكان المشركون يؤذون المسلمين ، فتجهز رضي الله عنه ليلحق أبو بكر بالمدينة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي .
ثم خرجا إلى الغار فجعل أبو بكر يشق ثوبه ويسد الأثقاب ، فبقي ثقب فسده بعقبه .
فمكثا ثلاث ليال في الغار ، فخرجت قريش تطلب الآثار ، فلما مروا بالغار رأوا نسج العنكبوت فقالوا : لو دخل ههنا لم يكن نسج العنكبوت على الباب ،وقال رضي الله عنه : أمر الله تعالى شجرة فنبتت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسترته ، وأمر العنكبوت [ ص: 324 ] فنسجت وأمر حمامتين وحشيتين فوقعتا على فم الغار ، وقال أنس بن مالك مقاتل : جاء القائف فنظر إلى الأقدام فقال : هذا قدم ابن أبي قحافة والأخرى لا أعرفها ، إلا أنها تشبه القدم في المقام .
إذ يقول لصاحبه يعني بالصاحب بلا خلاف . أبا بكر
أخبرنا ، أنبأنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن المذهب القطيعي ، حدثنا ، حدثني أبي ، حدثنا عبد الله بن أحمد عفان ، حدثنا همام ، حدثنا ثابت ، عن رضي الله عنه أنس رضي الله عنه قال : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار : لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه ، فقال : " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما " . أبا بكر أن
أخرجاه في الصحيحين .
أنا مولاي إمام ضحكت من ثنايا فضله آي الزمر صدق المرسل إيمانا به
ولحا في الله من كان كفر ثم بالغار له منقبة
خصه الله بها دون البشر ثاني اثنين وقول المصطفى
معنا الله لا تبدي الحذر