ابك من جرمك خوفا فحقيق بك تبكي كم ركبت بالذنب مغرو
را وكم أسرعت في الفتك وتبرجت بعصيانك قد غـ
ـرك إمهالي وتركي من إذا ألبستك الذل
يراعيك ويشكي من ترى يسترك اليو
م إذا عمك هتكي كم تجردت لعصيا
ني وكم خالفت نسكي أترى تجهل عزي
أم ترى تصغر ملكي
داود يسجد ويقول في سجوده : سبحان خالق النور ! إلهي : خليت بيني وبين عدوي إبليس فلم أقم لفتنته إذ نزلت بي ، سبحان خالق النور ، إلهي : يغسل الثوب فيذهب درنه ووسخه ، والخطيئة لازمة لي لا تذهب عني ، سبحان خالق النور ! إلهي : تبكي الثكلى على ولدها إذا فقدته وداود يبكي على خطيئته ! سبحان خالق النور ! إلهي : الويل كان لداود إذا كشف عنه الغطاء قيل هذا داود الخاطئ سبحان خالق النور ! إلهي : بأي عين أنظر إليك يوم القيامة وإنما ينظر الظالمون من طرف خفي ، سبحان خالق النور ! إلهي : بأي قدم أقوم ببابك يوم تزل أقدام الخاطئين ، سبحان خالق النور ! إلهي : من أين يطلب العبد المغفرة إلا من عند سيده ، سبحان خالق النور ! إلهي : أنا الذي لا أطيق صوت الرعد فكيف أطيق صوت جهنم ! سبحان خالق النور ! إلهي : كيف يستقر الخاطئون بخطاياهم دونك وأنت شاهدهم حيث كانوا ، سبحان خالق النور ! إلهي قرح الجبين وجمدت العينان من مخافة الحريق على جسدي ، سبحان خالق النور ! إلهي ! أنت المغيث وأنا المستغيث ، فمن يدعو المستغيث إلا المغيث ؟ سبحان خالق النور ! إلهي : فررت إليك بذنوبي فاعترفت بخطيئتي فلا تجعلني من القانطين ولا تخزني يوم الدين ، سبحان خالق النور ! إلهي إذا ذكرت ذنوبي أيست من كل خير ، وإذا ذكرت رحمتك رجوتها ، سبحان خالق [ ص: 234 ] النور ! إلهي أمدد عيني بالدموع وقلبي بالخشية وضعفي بالقوة حتى أبلغ رضاك عني ، سبحان خالق النور !
يا سكران الهوى متى تصحو ، يا كثير الذنوب متى تمحو إلى كم تهفو وتغفو ، وتتكدر ونعمنا تصفو ، ابك لما بك ، واندب في شيبتك على شبابك ، وتأهب لسيف المنون فقد علق الشبا بك .
انتبه ليلة فبكى ، فضج أهل الدار بالبكاء ، فسألوه عن حاله ، فقال : ذكرت ذنبا لي فبكيت ! الحسن
يا مريض الذنوب ما لك دواء كالبكاء .
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ابن عباس " . عينان لا تمسهما النار : عين بكت في جوف الليل من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله روى
وروى عنه أنه قال : أبو أمامة " ليس شيء أحب إلى الله عز وجل من قطرة دمع من خشية الله تعالى وقطرة دم تهراق في سبيل الله " .
لا تحبسن ماء الجفون فإنه لك يا لديغ هواهم درياق
شنوا الإغارة في القلوب بأسهم لا يرتجى لأسيرها إطلاق
واستعذبوا ماء الجفون فعذبوا الأسراء حتى درت الآماق
يا من أفعاله حتى الخطى خطا ، يا حاملا على الأزر الوزر أتعبت المطا ، يا من إذا قدر ظلم وإذا خاصم شطا ، يا مسرعا في الشر فإذا لاح الخير جا البطا .
جزت الثلاثين خطا فاعذر مشيبا وخطا
وابك زمانا لم تزل لله فيه مسخطا
واندب على آثاره مستدركا ذا الغلطا
واعدد صواب العيش ما فارقه التقوى خطا