إذ عرض عليه بالعشي وهو ما بعد الزوال الصافنات وهي الخيل وفيها قولان :
أحدهما القائمة على ثلاثة قوائم وقد أقامت الأخرى على طرف الحافر من يد أو رجل . وهذا قول مجاهد وابن زيد ، واختاره واحتج بقول الشاعر . الزجاج
ألف الصفون فما يزال كأنه مما يقوم على الثلاث كسيرا
والثاني : أنها القائمة سواء كانت على ثلاث أو غير ثلاث . قال على هذا رأيت العرب ، وأشعارهم تدل على أنها القائم خاصة . واحتج الفراء : ابن قتيبة لهذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : من سره أن يقوم له الرجال صفونا فليتبوأ مقعده من النار .وأما الجياد فهي السراع في الجري . وفي سبب عرضها عليه أربعة أقوال :
أحدها أنه عرضها لأنه أراد جهاد عدو . قاله والثاني : أنها أخرجت له من البحر . قال علي بن أبي طالب . خرجت من البحر وكانت لها أجنحة . والثالث : أنها كانت لأبيه فعرضت عليه . قاله الحسن : ابن السائب .
[ ص: 242 ] وفي عددها أربعة أقوال :
أحدها : ثلاثة عشر ألفا . قاله وهب . والثاني : ألف فرس . قاله ابن السائب . والثالث : عشرون ألفا . قاله سعيد بن جبير ومسروق . والرابع : عشرون . قاله إبراهيم التيمي .
قال المفسرون : لم تزل تعرض عليه إلى أن غابت الشمس ففاتته صلاة العصر ، ولم يذكروه لأنه كان مهيبا لا يبتدئه أحد بشيء ، فلما غابت ذكر فقال : إني أحببت حب الخير يعني الخيل والمعنى آثرت ذلك على ذكر ربي .
قال عن : بمعنى على . الزجاج : حتى توارت يعني الشمس . قال : وأهل اللغة يقولون لم يجر للشمس ذكر ، ولا أحسبهم أعطوا في هذا الفكر حقه ، لأنه في الآية دليل على الشمس وهو بالعشي والمعنى : عرض عليه بعد زوال الشمس ، ولا يجوز الإضمار إلا أن يجري ذكر أو دليل ذكر . قوله :