كان يقول : هذه آية القراء . ومعنى يتلون : يقرؤون . مطرف بن عبد الله
وفي أفراد من حديث البخاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : عثمان . " خيركم من تعلم القرآن وعلمه "
أخبرنا بسنده ، عن هبة الله بن محمد عبد الرحمن بن زيد العقيلي ، عن أبيه ، عن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس . " إن لله عز وجل أهلين من الناس ، فقيل : من أهل الله منهم ؟ قال : أهل القرآن هم أهل الله وخاصته "
أخبرنا علي بن عبيد الله ، وأحمد بن الحسن ، وعبد الرحمن بن محمد بإسنادهم ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عقبة بن عامر . " لا يعذب الله قلبا وعى القرآن "
أخبرنا الكروخي بسنده عن محمد بن كعب القرشي ، قال : سمعت ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عبد الله بن مسعود الم حرف ، ولكن الألف حرف ، واللام حرف ، والميم حرف " . " من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول
[ ص: 628 ] أخبرنا بسنده عن ابن الحصين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : عبد الله بن عمرو . " يقال لصاحب القرآن يوم القيامة : اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها "
: منها : أن يقرأ وهو على وضوء ، متأدبا ، مطرقا ، مرتلا بتحزين وبكاء ، مسرا معظما للكلام والمتكلم به ، محضرا لقلبه ، متدبرا لما يتلوه . واعلم أن لتلاوة القرآن آدابا
وقد كان في السلف من يختم في كل يوم وليلة ، وقد كان رضي الله عنه يختم في الوتر . ومنهم من كان يختم ختمتين . عثمان
وقد كان رضي الله عنه يختم في رمضان ستين ختمة ، ومنهم من يختم ثلاث ختمات ، وهؤلاء الذين غلب عليهم انتهاب العمر ، ومنهم من كان يختم في كل أسبوع اشتغالا بنشر العلم ، ومنهم من كان يختم كل شهر إقبالا على التدبر . الشافعي
وقد روى رضي الله عنه أبو ذر إن تعذبهم فإنهم عبادك . عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام ليلة بآية يرددها :
وقام بآية : تميم الداري أم حسب الذين اجترحوا السيئات . وكذلك قام بها . الربيع بن خثيم
وقال : إني لأقيم في الآية أربع ليال أو خمس ليال . أبو سليمان الداراني
وقد بقي بعض السلف سنتين في ختمة .
قال رضي الله عنه : من ختم القرآن فله دعوة مستجابة . ابن مسعود
وقال : من ختم القرآن نهارا غفر له ذلك اليوم ، ومن ختمه ليلا غفر له تلك الليلة . عبد الرحمن بن الأسود
أخبرنا إسماعيل بن أحمد ، قال : أنبأنا ابن النقور ، أنبأنا ، حدثنا ابن حبابة ، حدثنا البغوي هدبة ، حدثنا حماد بن مسلمة ، عن أبي مسكين ، عن ، قال : من ختم القرآن في أي ساعة من النهار كانت ، صلت عليه الملائكة حتى يمسي ، أو أي ساعة من الليل كانت ، صلت عليه الملائكة حتى يصبح . طلحة بن مصرف
[ ص: 629 ] وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ابن عباس . " إن الرجل الذي ليس في جوفه من القرآن شيء كالبيت الخرب "
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : سعد بن عبادة . " ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله عز وجل يوم القيامة وهو أجذم "
وفي حديث رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : جابر بن عبد الله . " اقرؤوا القرآن وابتغوا به الله عز وجل من قبل أن يأتي قوم يقيمونه مقام القدح ، يتعجلونه ولا يتأجلونه "
قال : ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون ، وبنهاره إذ الناس مفرطون ، وبحزنه إذ الناس يفرحون ، وببكائه إذ الناس يضحكون ، وبصمته إذ الناس يخوضون . ابن مسعود
أخبرنا ابن ناصر ، قال حدثنا عبد القادر ، أنبأنا يوسف ، أنبأنا الحسن بن علي التميمي ، حدثنا ، حدثنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا علي بن مسلم سيار ، حدثنا جعفر قال : سمعت يقول : يا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟ فإن القرآن ربيع المؤمنين كما أن الغيث ربيع الأرض ، وقد ينزل الغيث من السماء إلى الأرض فيصيب الحش فتكون فيه الحبة فلا يمنعها نتن موضعها أن تخضر وتهتز وتحسن ، فيا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟ . مالك بن دينار
قال الفضيل رحمه الله : حامل القرآن حامل راية الإسلام ، لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ، ولا يسهو مع من يسهو ، ولا ينبغي أن يكون له إلى أحد حاجة إلى الخلفاء إلى من دونهم ، وينبغي أن تكون حوائج الناس إليه .
وقال رضي الله عنه : رأيت رب العزة عز وجل في المنام ، فقلت يا رب : ما أفضل ما يتقرب به المتقربون إليك ؛ فقال : بكلامي يا أحمد بن حنبل . فقلت : يا رب بفهم أو بغير فهم ؟ فقال : بفهم وبغير فهم . أحمد
قوله تعالى : وأقاموا الصلاة المعنى : ويقيمون الصلاة ، وهو إتمامها بحدودها وفي مواقيتها .
[ ص: 630 ] قال بعض السلف : رأيت بجبل اللكام شابا مصفرا يصلي العشاء الآخرة ، ثم يصف قدميه فيختم القرآن في ركعتين ، ثم يبكي إلى الفجر .
وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية كانوا إذا قدروا على السر لم يخرجوا الصدقة علانية ، لأن صدقة السر تزيد على العلانية سبعين ضعفا . قوله تعالى :
وفي الصحيحين أن أبا طلحة قال : أحب أموالي إلي بئر حاء ، وهي صدقة لله تعالى لو قدرت أن أسره لم أعلنه .
يا مقصرا في أعماله بخيلا بماله ، لا تسألوا عن حاله يوم ترحاله ، يا دائم الخسران فما يربح ، يا مقيما على المعاصي ما يبرح ، متى رأيت من فعل فعلك أفلح ، تقبل من العدو ولا تقبل ممن ينصح ، قم على قدم الطلب فاقرع الباب بالأدب يفتح ، صاحب أهل الخير تكن منهم ، واستفد خصالهم وخذ عنهم .
قوله تعالى : يرجون تجارة أي يرجون بفعلهم تجارة لن تبور أي لن تفسد ، ولن تكسد . وهذا جواب إن الذين يتلون كتاب الله . قوله تعالى :
لما سمعوا مضاعفة الأجر في قوله تعالى : مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة . ثم سمعوا قوله تعالى : فيضاعفه له أضعافا كثيرة . قال : لا ينقضي عددها . ابن عباس
وقال : إن الله تعالى يكتب للمؤمن بالحسنة الواحدة ألفي ألف حسنة ، ولما سمعوا لفظ " القرض في ذمة الله " . بادروا بالأموال . أبو هريرة
أخبرنا يحيى بن علي المدير بسنده ، عن ، قال : عبد الله بن مسعود من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة : قال أبو الدحداح يعني لرسول الله صلى الله عليه وسلم : وإن الله تعالى ليريد منا القرض ؟ قال : نعم : قال : أرني يدك يا رسول الله ، قال فناوله يده فقال : إني قد أقرضت ربي حائطي ، قال وحائطه فيه ستمائة نخلة ، وأم الدحداح فيه وعيالها ، فجاء أبو الدحداح فنادى : يا أم الدحداح . قالت : لبيك . قال : اخرجي من الحائط فقد أقرضته ربي عز وجل ، وفي رواية أخرى لما نزل قوله تعالى : أنها لما سمعت ذلك [ ص: 631 ] عمدت إلى صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح " .
سبحان من خلق تلك النفوس واختارها ، وصفاها بالتقى ورفع أكدارها ، وجعل حمى معرفته وجنته دارها ، فإذا مرت على النار أطفأ نورها نارها ، قوم تيقظوا في أمورهم وعقلوا ، وحاسبوا أنفسهم فما أضاعوا ولا غفلوا ، وحاربوا جنود الهوى فأسروا وقتلوا ، وتدبروا منازل اليقين مع سادة المتقين ونزلوا ، فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا .
إخواني : رحل من أصفه وبقي من لا أعرفه ، سل عنهم الشعث الغبور ، وزر إذا اشتقتهم القبور .
لمن الطول كأنهن م يجزع ذي سلم سطور تطوي معالمها الصبا
طورا وتنشرها الدبور وكفت بها من أدمعي
في الركب غادية درور ولقل ما تجدي الدموع
وينفع الصب الزفير أقوت من الحي الديار
فما لها في العين نور