الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          صفحة جزء
          وقصده أصحاب الفيل ، وكان السبب أن أبرهة بنى كنيسة وأراد أن يصرف إليها الحج ، فسمع بذلك رجل من العرب فأحدث فيها فغضب أبرهة وقصد الكعبة ، فلما دنا من مكة أغار أصحابه على نعم الناس فأصابوا إبلا لعبد المطلب ، ثم قال بعض أصحابه : سل عن شريف مكة ، فأتي بعبد المطلب ، فقال له : ما حاجتك ؟ قال : حاجتي أن ترد علي إبلي ، قال : أولا تسألني عن بيت هو دينك ودين آبائك ؟ فقال : أنا رب هذا الإبل ، ولهذا البيت رب يمنعه ! .

          فأمر قريشا أن يتفرقوا في الشعاب وأخذ بحلقة باب الكعبة وقال :


          يا رب لا أرجو لهم سواكا يا رب فامنع منهم حماكا     إن عدو البيت من عاداكا
          امنعهم أن يخربوا قراكا

          ثم قال :


          لا هم إن المرء يمنع رحله     وحلاله فامنع رحالك
          لا يغلبن صليبهم     ومحالهم غدوا محالك
          جروا جموع بلادهم     والفيل كي يسبوا عيالك
          عمدوا حماك بكيدهم     جهلا وما رقبوا جلالك
          إن كنت تاركهم وكعبتنا     فأمر ما بدا لك

          فبعث الله تعالى عليهم طيورا رؤوسها كرؤوس السباع ، وقيل كأمثال الخطاطيف مع كل طير ثلاثة أحجار : حجران في رجليه وحجر في منقاره ، وكانت كأمثال الحمص ، وقيل كرأس الجمل ، فكانت تقع على الرجل فتخرج من دبره .

          والأبابيل : جماعات متفرقة والسجيل : الشديد الصلب ، والعصف : تبن الزرع وورقه .

          ثم بنته قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ شاب ، ثم بناه ابن الزبير ، ثم نقضه الحجاج وبناه .

          [ ص: 108 ] سبحان من اختص من عباده الأخيار ، فجعل منهم الأنبياء والأبرار ، وأبعد العصاة والفجار وربك يخلق ما يشاء ويختار .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية