[ ص: 115 ] المجلس التاسع
في ذكر إسحاق وقصة الذبح
الحمد لله الذي أنشأ وبرا ، وخلق الماء والثرى ، وأبدع كل شيء ذرا ، لا يغيب عن بصره دبيب النمل في الليل إذا سرى ، ولا يعزب عن علمه ما عن وما طرا ، واصطفى آدم ثم عفا عما جرى ، وابتعث نوحا فبنى الفلك وسرى ، ونجى الخليل من النار فصار حرها ثرى ، ثم ابتلاه بذبح الولد فأدهش بصبره الورى يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى .
أحمده ما قطع نهار بسير وليل بسرى ، وأصلي على رسوله محمد المبعوث في أم القرى وعلى أبي بكر صاحبه في الدار والغار بلا مرا ، وعلى عمر المحدث عن سره فهو بنور الله يرى وعلى عثمان زوج ابنته ما كان حديثا يفترى ، وعلى علي بحر العلوم وأسد الشرى ، وعلى عمه العباس الرفيع القدر الشامخ الذرى .
قال الله : فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى .
المراد بالسعي : مشيه معه وتصرفه ، وكان حينئذ ابن ثلاث عشرة سنة ، وهذا الزمان أحب ما يكون الولد إلى والده ، لأنه وقت يستغني فيه عن مشقة الحضانة والتربية ولم يبلغ به وقت الأذى والعقوق ، فكانت البلوى أشد .


