إلى أي حين أنت في صبوة لاهي أما لك من شيء وعظت به ناهي ويا مذنبا يرجو من الله عفوه
أترضى بسبق المتقين إلى الله
ولقد رأيت معاشرا جمحت بهم تلك الطبيعة نحو كل تيار
تهوى نفوسهم هوى أجسامهم شغلا بكل دناءة وصغار
تبعوا الهوى فهوى بهم وكذا الهوى منه الهوان بأهله فحذار
فانظر بعين الحق لا عين الهوى فالحق للعين الجلية عار
قاد الهوى الفجار فانقادوا له وأبت عليه مقادة الأبرار
وهب بعض الملوك جارية يحبها . فقال الموهوب له : لا أفرق بينك وبين من تهواه فقال : خذها وإن كنت أحبها ليعلم هواي أني غير طائع له .
وقيل للمرتعش : إن فلانا يمشي على الماء ، فقال : إن من مكنه الله عز وجل من مخالفة هواه أعظم من المشي على الماء .
[ ص: 156 ]
فإن المر حين يسر حلو وإن الحلو حين يضر مر
فخذ مرا تصادف منه نفعا ولا تعدل إلى حلو يضر
يا عظيم الشقاق يا قليل الوفاق يا مرير المذاق ، يا قبيح الأخلاق ، يا كثير التواني قد سار الرفاق ، يا شديد التمادي قد صعب اللحاق ، إخلاصك معدوم وما للنفاق نفاق ومعاصيك في ازدياد والعمر في انمحاق ، وساعي أجلك مجد كأنه في سباق ، لا الوعظ ينذرك ولا الموت يزجرك ، ما تطاق .
اترك الشر ولا تأنس بشر وتواضع إنما أنت بشر
هذه الأجسام ترب هامد فمن الجهل افتخار وأشر
جسد من أربع تلحظها سبعة من فوقها في اثني عشر
فعجيب فرح النفس إذا شاع في الأرض ثناها وانتشر
مستشار خائن في نصحه وأمين ناصح لم يستشر
فافعل الخير وأمل غبه فهو الذخر إذا الله حشر
أضمر الخيفة وأظهر ندما قل ما أحرز الطرف المدى حين ضمر
وهي الدنيا إذاها أبدا زمرا واردة بعد زمر
في حياة كخيال طارق شغل الفكر وخلاك ومر